ملح وسكر
النتائج الكبيرة والأهداف الغزيرة التي خرجت بها مباريات الدوري بعد الجولة الثالثة، هل كانت نتائج صحية متوقعة أم صدمة مفاجئة للدوري، أم أنها نتائج عابرة وقتية بسبب ظروف معينة مرت بها الفرق الخاسرة ؟ تساؤلات عديدة كانت محور نقاش المحللين والمتابعين للدوري الذين اتفقوا على أمر واحد، وهو أن هذه النتائج ما هي إلا ضريبة الـ14 فريقاً التي ضمها دورينا هذا الموسم. فقد تباينت المستويات وأصبح الفرق شاسعاً بينها في ظل الماديات والاحتراف الكاذب الذي نعيشه، فهناك من الفرق ما يحلق فوق السحاب وهناك ما يحلق تحته. صحيح أن الفوارق موجودة في جميع دوريات العالم، لكنها لا تصل بالنتائج إلى تلك الأرقام الكارثية، التي لربما ترتفع لو استمر الوضع على ما هو عليه، حيث انه بات يحتاج إلى وقفة جادة من الفرق الصغيرة من أجل إعادة استراتيجية اللعب والمواجهة عندما تلاقى كبار الفرق في الدوري، فالفروق والتمايز بينها لا يحتاجان إلى عدسة أو تلسكوب، فهما واضحان مثل وضوح الشمس في كبد السماء!
هل ظلم الاتحاد نفسه مع دراغان أم أن دراغان ظلم نفسه مع الاتحاد؟ في اعتقادي أن الاثنين ظلما نفسيهما في ذلك التعاقد وفي الفترة القصيرة التي كشفت المستور وانتهت بطلاق غير رجعي بينهما. فالاتحاد بدا كأنه أراد أن يتدارك خطأه في التعاقد مع هذا المدرب حتى لا يسوء الوضع و يتدهور، كون المعادلة كانت غير متساوية بين الطرفين، فالعناصر والأدوات التي احتاج إليها دراغان لم تتوافر في الاتحاد، إذ لا يمكن العمل والنجاح من دونها، وبالتالي توالت الهزائم والمصائب على الفريق، حتى جاء القرار لتصويب الحال السيئة والانطلاق من جديد. أما دراغان فهو صاحب سجل وسمعة جيدة، حيث كان عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يتعاقد مع الاتحاد، فالاتحاد مع كامل التقدير ليس بالعين أو الوحدة أو الأهلي من ناحية القدرات ونوعية اللاعبين التي يمتلكها، فهو فريق عادي يحتاج إلى مدرب يستطيع توظيف القدرات الموجودة بشكل يخدم الفريق ويكون قريباً من نفسيات اللاعبين بمعنى يفهمهم ويفهمونه، وهو ما لم يتحقق مع دراغان. لذلك نحن دائماً نكرر ونعيد أنه يجب أن تتوخى أنديتنا الحذر عندما تتعاقد مع المدربين وتبحث عما يناسبها وفق امكاناتها وقدراتها المتاحة من دون إفراط وتفريط، فما تكتبه الأقلام على الورق شيء وما تركله الأقدام في الميدان شيء آخر!
الجماهير الوصلاوية سعيدة وفرحة بمستوى وأداء فرقتها الصفراء الذي مازالت تقدمه إلى الآن مع الفرنسي ميتسو، لكن السؤال الذي يفرض نفسه إلى أي مدى سيصمد فهود زعبيل؟ وهل ستستمر هذه الحالة حتى نهاية المشوار؟ فقد اعتادت جماهير الإمبراطور في السنوات الأخيرة أن تشاهد فريقها وهو يقدم أفضل العروض والنتائج عند بداية الدوري، لكن سرعان ما ينخفض العطاء وتتخبط النتائج بعد خمس أو ست جولات من الدوري لأسباب عديدة، منها ما يكون فنياً ومنها ما يكون إدارياً، ليبدأ بعدها الشد والجذب وتتقاذف التهم بين جميع الأطراف بمن فيهم الجماهير. بيد أن الأمور حالياً تسير بشكل حسن وبمستوى متدرج يبشر للأفضل، إلا إذا حدث ما يعكر صفو الأجواء والظروف المثالية الحالية، لذا فالحكم على الفريق والاستباق نحو الأحلام في غير محله الآن، حيث يتوجب التمهل والانتظار إلى ما ستؤول إليه مهام ومعارك الأيام المقبلة!
أخيراً من المتعارف عليه أن يكون الترويج و الدعاية للمدربين عن طريق الوكلاء والسماسرة وأحياناً الصحف والمجلات، لكن أن تكون الدعاية عبر البرامج الرياضية و التحليلية المرئية، فهذه «يديدة علينا»!
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.