بالمقلوب

هل حقاً يشترط المواطن الإماراتي وظيفة مدير ليلتحق بالوظيفة؟ وهل صحيح أن شبابنا يرفضون الوظائف التي تطبق نظام النوبات (الشفتات)؟ وهل صحيح أن «اليونيفورم» يعتبر عائقاً بين الشباب والكثير من الوظائف المتاحة؟

سمعت هذه «الانطباعات» من بعض التنفيذيين وقلّبتها في رأسي، ولم أحتَج الى مزيد من الجهد والوقت لنفي هذه الصورة النمطية التي غالباً ما يتم الدفع بها لتبرير التباطؤ في توطين العديد من الوظائف والمهن التي يكاد يكون حضور المواطن فيها صفراً في المائة. فوصمة وظيفة مدير صارت تكذبها قوائم طالبي الوظائف في مجالس التوطين والمواقع الإلكترونية للوزارات والدوائر والهيئات، وما يتراكم على «كاونترات» معارض التوظيف، التي لا يطلب أغلبها غير وظيفة والسلام، ومن بعدها الستر وسد الحاجة. وأما «الشفتات» فأعتقد أن الأمر تجاوز الشباب الذين يملأون المطارات والمنافذ ودوائر الخدمات العامة والمؤسسات الإعلامية وغيرها، وبلغ الفتيات والنساء اللاتي أصبحنا نشاهدهن في مواقع أعمالهن في أوقات المساء، ولنا في المطارات وإدارات الأجهزة الشرطية والمصارف مثل. وأما «اليونيفورم» فرجال ونساء الشرطة وشباب الجمارك والأطباء هم الرد الظاهر، بينما تبدو الصورة أكثر بياناً، على الرغم من بُعدها، في حقول النفط والغاز البرية والبحرية، التي يمثل الشباب المواطنون فيها نسبة تعتز بها «أدنوك»، وهم يقومون بمسؤولياتهم الفنية الدقيقة بمنتهى الحرفية والاقتدار وبلباس «الكوفرول» الذي لا يفرق بين عامل ومهندس.

الصورة في الحقيقة ليست كما يظن بعض القائمين على إدارات التوظيف، لأن الفكر تغير والتوجهات اختلفت وأصبح العديد من شباب الإمارات يملك القدرة على التكيف مع الواقع والتخطيط للمستقبل بواقعية وعملية، والمطلوب الآن من هؤلاء المسؤولين أن يغيروا هم أفكارهم النمطية عن المواطن، والقيام بواجباتهم تجاهه بروح من المسؤولية.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة