«لصوص التاباسكو»!

على الرغم من ثقتي العالية بأن النائب العام لن يعبرني، لكن من باب المحاولة أطالب النائب العام بالنظر بعين الرأفة والرحمة إلى اللصوص الذين نشرت صحيفتنا قصتهم يوم الأربعاء الماضي، الذين قاموا بسرقة مليون ونصف المليون درهم عن طريق استخدام شطة «التاباسكو» التي قاموا برشها على الموظف قبل أن يسرقوا المال!

اللصوص الظرفاء من الواضح أنهم «ذواقة»، فهم أولاً لم يستخدموا الأساليب العنيفة من أسلحة نارية وقنابل وسيوف وغيرها من أدوات «الأكشن» التي وردت إلينا من دول غربية، وهي غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا، وإنما استخدموا «الدقوس»، وهذا بحد ذاته دلالة على حسن النية ودعم الهوية الوطنية، من منا لم يجرب الدقوس في الفم، بعد أن يقوم أخوه السخيف بصفعه صغيراً بلا سبب، فيرد عليه بعبارة «يا (....) يا (...)»، وهي غالباً عبارة يستخدمها الأطفال، وتحمل اسمي حيوانين شهيرين، ليس لأحدهما علاقة بالآخر، ويختلف الحيوانان بحسب بيئة وتقاليد العائلة، فلدى أمي كان استخدام كلب أو حمار يكفي للعقوبة بجرعة الدقوس الشهيرة، إلا أن استخدام «سبال» وحيوان «إن جنرال» لم يكن يستوجب العقوبة ذاتها، لا أفهم حقيقة السبب، لكن أذكر أن النتيجة كانت غالباً ذلك الحرقان السخيف والتوسل للحصول

على «لبن أب»!

هناك بعض الخبثاء كانوا يشترون نوعيات أقل «حرقاناً»، تحسباً لتعرضهم لهذه العقوبة من آبائهم، لكن المشكلة في العوائل التي لا تقبل إلا بالجودة كاملة، فالتاباسكو هو التاباسكو، وبالطبع لم تكن هناك إدارة لحماية حقوق الطفل، ولا المقدم فيصل الشمري، ولا الرقم المجاني ..800700 ابلع وأنت ساكت!

اللصوص الظرفاء أيضاً يستحقون النظر إليهم من زاوية الإبداع والخروج عن المألوف، فمن منا سمع عن هذا النوع من «الأسلحة»؟ وقد فتحوا باباً كبيراً للإبداع والموضوعات الصحافية الجيدة، فغداً سنسمع عمن يسطو على مصرف باستخدام «شطة مندي»، وعن سطو على صراف باستخدام «فلفل أسود»، وربما سطو على جمعية تعاونية باستخدام «سمن بلاد»، وحلاة الثوب رقعته منه وفيه!

في منطقة الخان في الشارقة في ثمانينات القرن الماضي لم يكن الشباب يلقون بخراطيش التاباسكو الفارغة في المهملات إطلاقاً، وأيضاً لم تكن هناك «قطوة» واحدة في الفريج، هل سمعتم بلعبة «القطو الحيران»؟ أعتقد أن هذا هو العقاب المناسب للعصابة!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة