من أحكام الأضحية
من العبادات والقُرَب التي فعلها النبي، عليه الصلاة والسلام، وحث عليها، التقرب إلى الله بذبح الأضاحي، ومن المناسب جداً ذكر شيء من أحكام الأضحية، فمن عبد الله على بصيرة فاز وظفر، فإليكم، رعاكم الله، بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالأضحية، فالراجح من أقوال أهل العلم أن الأضحية سنة مؤكدة، لا ينبغي على القادر المستطيع أن يفرّط فيها.
وتكون الأضحية من بهيمة الأنعام، أي الإبل والبقر والغنم بنوعيها المعز والضأن، والسن الشرعية في الإبل أن تتم خمس سنين، والبقر أن تتم سنتين، والمعز سنة فأكثر، والضأن ستة أشهر فأكثر.
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته، قلّوا أو كثروا، ويجوز أن يشترك في الإبل سبع عوائل، وكذلك البقر، أما الغنم فلا اشتراك فيها، ويجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها وعائلتها إذا أذن لها زوجها أو والدها.
ويجب أن تكون الأضحية سالمة من العيوب التي تؤثر في اللحم، وأهمها ما جاء في الحديث: «العرجاء البيّن ضلعها والعوراء البيّن عورها والمريضة البيّن مرضها والعجفاء التي لا تنقي». ومعنى العجفاء: الهزيلة الضعيفة.
ويستحب له أن يذبح أضحيته بنفسه، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، ومن وكّل جمعية خيرية لذبح الأضحية داخل الدولة أو خارجها فلا حرج عليه، وإن كان الأفضل أن يذبح الأضحية في الدولة ويأكل منها، فالعبادات لها آثار تربوية في الأسرة والأبناء، فلو طبّقنا هذه العبادات في بيوتنا لتعلم أبناؤنا شيئاً كثيراً من أحكام الشرع والدين.
ووقت ذبح الأضاحي من بعد صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويسمي عند ذبحها، ويسن له أن يقول: بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك.
ويستحب للمضحي أن يأكل من لحم أضحيته، وهو مخير في لحم الأضحية، فإما أن يتصدق به كله أو يأكله كله أو يطعم الأقارب والأرحام، والأفضل أن يجعل لكل هؤلاء نصيباً من هذه الأضحية، فيأكل منها، ويطعم الأقارب والأرحام، ويتصدق بجزء من لحمها على الفقراء والمساكين.
ومن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره وأظفاره وجلده شيئاً إذا دخلت العشر من ذي الحجة، وهذا النهي خاص بالمضحي، أما من يضحى عنه فلا يشمله النهي، فيجوز له أن يأخذ من شعره ومن أظفاره، فلو أرادت المرأة أن تضحي عن زوجها فلا تأخذ هي من شعرها وظفرها، أما زوجها فلا شيء عليه.
والنهي مقتصر على أخذ الشعر والأظفار والجلد، أما التطيب والاغتسال فلا حرج في ذلك.
مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
alkamali11@
لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .