كل يوم

نثمّن الجهد.. ولكن!

سامي الريامي

الأخبار الواردة من منفذ الغويفات البري تشـير إلى انفراج ملحـوظ في تكدس السـيارات أمام المركز الحدودي، اعتباراً من أمس، وترجـح أن يكون سـبب ذلك الازدحام حدوث عطل ما في الأجهزة التابعة لمنفذ البطحـاء على الجانب السعـودي، وبما أن المسافة بينهما لا تتجاوز الكيلومترين تقريباً، كان من الطبيـعي جداً أن يحدث الازدحام أمام منفذ الغويفـات التابع لدولـة الإمارات.

عموماً، وبغض النظر عن سبب الازدحام، فإنه ومن باب «وعـسى أن تكرهـوا شيئاً»، فإن هذه المشكلة لم تمرّ مرور الكرام على المسؤولين في وزارة الداخلية، خصوصاً أن الموظفين العاملين في المنفذ يعملون وفق توجيهات مباشـرة من سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، بعـدم تعطيل أي مواطن أو مقيم مغـادر لتأدية فريضـة الحج، أو سـائح خليجي قادم لقضاء عطلته في الإمارات، فالأوامر واضحـة بتسهيل الإجراءات وتسريعها أمامهم.

لم يركن المسؤولون في وزارة الداخلية إلى التقـارير الكتابية أو الهاتفية الآتية من هناك، بل توجه وكيل الوزارة الفريق سيف الشعفار إلى المنفذ، واطلع عن قرب، عبر زيارة ميدانيـة، على الترتيبـات والأمور كافة التي اتخذت لتسريع الإجراءات، وأعتقد أن نتائج الزيارة ستكون، دون شك، إيجابية للغاية، حتى لو لم يتم الإعلان عن تفاصيلها.

لا ننكر أبداً الضغط الذي يواجهـه منفذ الغويفات الحدودي البري، فهو أهم منفذ بري للإمارات يربطها بدول مجلس التعاون، ومن خلاله تعبر مئات الآلاف من السيارات الخفيفة والثقيلة، يستخدمه مواطنو دول المجلس، وتستخدمه الشاحنات المحملة بمختلف البضائع القادمة أو المغادرة إلى مختلف الدول العربية، وتالياً فإن حجم العمل فيه لم ولن يكون ضئيلاً في يوم من الأيام.

ولا ننكر أيضاً زيادة الحـركة على المنفذ هذه الأيام إلى ضعـف حالاتـها الطبيعية وربما أكثر، فهناك حجـاج الدولة من المواطنين والمقيمين، وهنـاك حجاج سلطـنة عمان يغادرون عبر المنفـذ إلى المملكة العربيـة السـعودية، وفي المقابل هناك أكثر من مليون ونصف المليون سائح خليجي متوقع أن يدخلوا الإمارات لقضاء العطلة، منهم نسبة ليست قليلة تفضل التنقل البري، وهذا يجعلنا نثمن ونقدر حجم العمل اليومي الملقى على عاتق موظفي المركز من الجهات المختلفة، لأنها بالفعل مسؤولية جسيمة.

لكن، ومع ذلك، نؤكد أن ذلك ليس المبرر المقنع، فـكل هـذه الأمور لم تحـدث فجأة بين يوم وليلة، والإمارات ليسـت كغيرها، فهي تعرف تماماً كيف تتغلـب على الروتين، وتقضي على الطوابـير، وبما أنها أصبحت الوجهة السياحيـة الأولى في المنطقـة، فهذا يحتـم عليهـا تحمل تبعـات هذا المركـز المتقـدم، وأولى تبعاته، التسهيـل، وتوفـير مستـلزمات السـائح منذ اللحظـة الأولى لوصـوله الدولة، وتذليل الصعـوبات التي قد تعترض طريقـه كافة.

اختارنا الخليجيـون لنكون وجهتهـم المفضلة، وتالياً فإن مسـؤولية جميع الجهات أن تعمل لتعزيز هذه السمـعـة، وأن تؤكد للجميـع أننا فعـلاً خيـارهم المفضـل في كل خطوة وكل لحظـة.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر