يا أبناء «الساحل»
وفقاً لتقرير نشره موقع قناة «العربية» للزميلة حنان المصري فإن بعض الشباب «الغزي» تجاوز عن شكواه التقليدية من انقطاع التيار الكهربائي أو تلوث المياه، أو ضيق الحصار، أو عرقلة سفره إلى الخارج، أو صعوبة الأوضاع المعيشية، واختزل كل همومه بعدم قدرته على ارتداء «السروال الساحل» بسبب انتقاد أو تهديد عناصر الأمن، وأحياناً ازدراء أفراد المجتمع، معترضين على المساس بالحرية الشخصية، فرغم أن أوضاعهم معقدة، ومستقبلهم غامض وأهدافهم معدومة، ومع ذلك مازالوا صامتين، مدعين أن «تسحيل سراويلهم لم يؤذِ أحداً»، طالبين أن يتركهم الناس وشأنهم.
صحيح أننا نتفق مع الشباب على أن اللباس حرية شخصية، لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار، أن الرجولة «ضرورة وطنية» أيضاً، ولا يمكن تجزئتها، حتى لا يتم التفاوض عليها في ما بعد بالنسبة المئوية، فإذا «سحل واحد بالمائة» من الرجولة سيسحل الــ99 بالمائة الأخرى لا محالة، عندها سنحتاج إلى ألف مؤتمر مدريد وألف طاولة مفاوضات حتى نسترجع «أزرار» سراويلنا المفقودة.
ثم إن «تسحيل البنطال» يا أصدقائي لن يقوّي التيار الكهربائي في غزة، ولن يحمي الماء من التلوث، ولن يرفع الحصار، ولن يسهّل سفركم إلى الخارج، كما أنه لن يحل أوضاعكم المعقّدة، ولن يحقق أهدافكم، أو يجلي الغموض عن مستقبلكم. وبالمناسبة «تسحيل السروال» لن يقنع محمود عباس بالتصالح مع «حماس»، ولن يعجل بانتخابات تشريعية دون مقاطعة هذا الفصيل أو ذاك، ولن يوقف عمليات الاغتيال داخل القطاع، ولن يجبر نتنياهو على الانسحاب من الانتخابات، كما أن بنطال الـ « » لن يفتك بحزب العمل ولا الليكود، ولن يشتت شملهم.
أصدقائي الشباب، القضية بحاجة إلى رجال لتحمّلها، فإذا «سحل» البنطال من على خصوركم، سحلت القضية إلى الأبد.
«تزنّروا بالقضية».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.