مزاح.. ورماح
انتظرونا في «البوكسر»
من خلال رصدي الصحافي المتواضع، وجدت أن أهم خبرين تم تداولهما في اليومين الأخيرين هما إعصار ساندي، وشاب «دبي مول» صاحب أشهر «بوكسر» في تاريخ البشرية الحديثة.
وعلى الرغم من وجود تشابه بين «ساندي» وصاحب «البوكسر» من حيث الهلع، ورفع درجة التأهب القصوى، وحصد العدد الكبير من «لايكات» «فيس بوك» و«تغريدات» «تويتر»، إلا أنني منحاز للحديث عن شاب «دبي مول» أكثر! فالأعاصير ظاهرة كونية اعتدناها، اما التسوّق بهذا الرداء القطني الضيق المشدود فلم نعتده إلى الآن.
❊❊
أكثر ما أثار استغرابي تلك الأسئلة التقليدية من قبل المعلقين، التي ركّزت على الجانب السلبي من القضية مثل: ما الذي دعا الشاب إلى أن يقوم بمثل هذا العمل؟ ما فائدة التسوق عارياً؟ هل يقصد بذلك لفت الأنظار؟ هل يعاني اختلالاً نفسياً أو اجتماعياً؟ أين احترام شعور الآخرين؟ بالإضافة إلى اتهامات كثيرة تسمه بالطيش والخروج عن العادات والتقاليد والتجاوز الاخلاقي وجرح الحياء العام.
لكن أحداً من المعلّقين لم يسأل نفسه: بما أن الشاب قادم إلى أكبر مركز تسوّق في الشرق الأوسط، أين يضع الـ«فيزا كارد» أو محفظة نقوده مثلاً؟ لقد دققت كثيراً في الصورة فلم أجد جيباً في «البوكسر»، ترى ماذا لو أحرجه أحد أصدقائه وطلب منه أن يحاسب عنه في «ستار بوكس» وهو لا يملك سوى «ستار بوكسر»! ماذا لو أعجب بموديل جديد للـ«هاف» وقد عرض على إحدى واجهات أحد المحال العالمية كيف سيقيسه وهو لا يملك سوى آخر قطعة «قطنية» في رصيده الملابسي؟!
على أي حال لقد دخل الشاب موسوعة «غينيس» بأكثر من مجال من حيث لا يدري، منها: أنه مشى أطول مسافة بأضيق «بوكسر» في أكبر مركز تسوق بالمنطقة، ومنها: أنه يعد الإنسان الوحيد الذي تسوق بين أغلى الماركات العالمية بماركة محلية ولم يدفع درهماً واحداً، ثالثاً: يعد أسرع مشهور في العالم، رابعاً: أثبت أن دخول «غينيس» لا يحتاج إلى بدلة خاصة كما فعل فليكس، فهذا الشاب مثلاً تخلى عن البدلة الخاصة ودخل «غينيس» أيضاً.
❊❊
أخيراً، قد تؤسس فعلة هذا الشاب أرضية لأمثال شعبية جديدة مستوحاة من الموقف نفسه: مثل: «الوزار اللي يجيك منه ريح، افصخه واستريح»، «حلاة الشورت رقته منه وفيه»، «لو كل من يا ونجر ما تم في المول بوكسر»، «فلان دشّ التاريخ بأضيق بوكسراته»، حتى أنا سأحاول تغيير اسم زاويتي المشتركة مع صديقي عبدالله الشويخ لتصبح «اشلاح وارتاح» بدلاً من «مزاح ورماح».
❊❊
إذا كان لبس «البوكسر» يلفت الأنظار بهذه السرعة، ويوسع الاهتمام إلى هذه الدرجة، فلتبشر الأمم المتحّدة بـ300 مليون عربي يقفون أمام مقارها الخارجية بملابسهم الداخلية.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.