مزاح.. ورماح
«لحد يزعل يا إخوان!»
هناك قصة إدارية شهيرة تقول إن مليونيراً أميركياً ذهب في إجازة إلى إحدى الدول اللاتينية، فرأى صياداً فقيراً يصطاد سمكاً على أحد الشطآن الجميلة وبصحبته بالطبع زوجة جميلة تحمل اسماً لاتينياً جداً على غرار «ماريا» أو «أندريا»، فسأله عما يفعله، ولأنه صياد مؤدب فقد أجابه: أنا أصطاد السمك! لو أن واحداً من «ربعنا» وجه له هذا السؤال لقال لك: «تشوفني ميود صنارة وواقف على البحر يعني شو أسوي؟ أضمر السمك؟!». المهم أن المليونير الأميركي والسيجار يتدلى من فمه نصح الصياد وقال له، إن عليك أولاً أن تشتري معدات صيد حديثه، ثم تقوم بجني أرباح مضاعفة وبعد ذلك تقوم بشراء طرادات عدة لتقوم بدورك بتأجيرها على الصيادين الآخرين، ثم تقوم بتوسيع النشاط بحفظ الأرباح وإنشاء مصنع لتقطيع وتعليب السمك، وبعد أن تتوسع تجارتك تبدأ بعملية الاستحواذ، بحيث تشتري قوارب الآخرين ومصانعهم الخاصة بالسمك، وتبدأ بتشغيلها لحسابك وخلال 40 عاماً حداً أقصى ستصبح مليونيراً. سأله الصياد زوج «ماريا» أو «أندريا»، أو الاسم اللاتيني جداً: ثم ماذا؟ فقال المليونير: ثم تتفرغ لهواياتك مثل صيد السمك بهدوء. فقال الصياد حكمته الخالدة التي تدرس في معاهد الإدارة: وهذا ما أفعله الآن يا سيدي، فاجلب ويهك عني!
هل يوجد في هذه القصة أي شيء يغضب؟ جميل.. متفقون.. إذاً لننتقل إلى «فيس تو» تقول القصة: إنه كان هناك رجل لديه زوجة (ممكن جميلة، ممكن لا) اسمها «العنود» أو «شيخة»، أو أي اسم عربي آخر، ولديه مجموعة من الأطفال الرائعين، ومنزل ومسكن، وتأمين صحي، ووظيفة جميلة، وأمن وأمان واستقرار، وجاءه رجل غريب الأطوار، فقال له: عليك أن تغير من حياتك، يجب أن تطالب بحقوقك المسلوبة وتدعو لاعتصامات وثورات وتطلب أن تكون شريكاً في صنع جميع القرارات، ما تفهمه منها وما لا تفهم، ثم تسيطر على الجهات التي تصدر القرارات، لكي تحصل لنفسك على كل الامتيازات التي يجب أن يحصل عليها أي رجل حر في هذا العالم، سأله زوج «العنود» أو «شيخة» أو الاسم العربي جداً: ثم ماذا؟ قال غريب الأطوار: عندها ستحصل على حقوقك من المنزل والمسكن والتأمين الصحي والوظيفة الجميلة والأمن والأمان والاستقرار.
سؤالي هو: هل سيغضب أحد على صاحبنا إذا قال لغريب الأطوار: اجلب ويهك؟!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .