هذا هو الفرق بين الأهلي والزمالك

عندما وقع الأهلي والزمالك معاً في مجموعة واحدة ضمن دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، شعرت مثل العديدين من الزملكاوية بالحماس، رغبة في هزيمة الغريم التقليدي «الشياطين الحمر»، والتأهل إلى أدوار متقدمة أملاً في استرجاع ذكريات البطولة الغائبة عن خزائن النادي منذ ‬10 أعوام، لكن سرعان ما خاب أملي مشجعاً للنادي الأبيض، وأنا أشاهد الفريق متذيلاً المجموعة بنقطتين فقط، ثم تلقيه هزيمة على يد أبناء حسام البدري، تبعها تعادل غير مجدٍ في مباراة الإياب، أدى في النهاية إلى تأهل محمد أبوتريكة وزملائه إلى جانب بطل الكونغو مازيمبي.

اعتقدت أن الزمالك لو تأهل فمن غير الممكن أن يفعل ما فعله الأهلي الذي واصل مشواره حتى النهاية من دون كلل أو ملل، وبروح عالية، وبخبرة نجومه المخضرمين الذين كانوا بقدر المسؤولية ويستحقون تمثيل مصر والعرب في نهائي البطولة القارية والتأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية، لأنهم حقيقة رجال بكل معنى الكلمة، استطاعوا أن يهزموا الظروف القاسية التي تعرضوا لها وتمر بها مصر الحبيبة، ثم اقتلعوا الكأس من بين أنياب الترجي حامل اللقب، وعلى أرضه، وبين جمهوره الذي زاد على ‬30 ألف متفرج، بهدفين مقابل هدف، مع قدرتهم على تسجيل عدد أكبر من الأهداف لولا سوء حظ النجم الكبير أبوتريكة الذي أهدر ركلة جزاء وتصدى لها الحارس معز بن شريفة.

بالفعل ما حققه الأهلي، يعد إنجازاً وإعجازاً بكل المقاييس لأن قيمة هذا اللقب تختلف عن المرات الست الماضية التي نالها النادي، إذ جاءت البطولة اليوم في ظروف قاسية لتعيد البسمة الى جمهور الألتراس المفجوع بحادثة بورسعيد الشهيرة، التي راح ضحيتها اكثر من سبعين من مشجعي النادي، ما انعكس على كل الشعب المصري بكامل أطيافه وانتماءاته النادوية بهذا الفوز، حتى شاهدنا الفرحة ايضا في عيون جمهور الزمالك، المتعطش هو الآخر لإنجاز.

الأهلي كما عودنا دائماً، فريق كبير ومعدنه الأصلي يظهر في أصعب الأوقات وبإمكانه تحدي كل الظروف وقهر منافسيه بعطاء نجومه وتفوقهم الفني، حيث اعتقد الكثيرون، ومنهم مدرب الترجي والنجم التونسي السابق نبيل معلول، أن توقف الدوري المصري سيؤدي إلى تفوق فريقه فنياً، لنشاهد على العكس تماماً أن محمد ناجي جدو ووليد سليمان والسيد حمدي يقولون كلمتهم ويسعدون جمهورهم، بينما الزمالك يفتقد حالياً هذه الميزة، ويظهر مهتزاً فاقداً الثقة في المباريات الحساسة والكبيرة، بسبب كثرة المشكلات التي تواجهها الإدارة، واستغنائه عن العديد من النجوم مثل شيكابالا.

رغم حبنا للزمالك ورغبتنا القوية في استعادة أمجاد هذا الفريق الذي كان يتفوق على الأهلي في اللقب القاري قبل عام ‬2002، إلا أننا نقول بكل صراحة إن الوقت الحالي للشياطين الحمر وهم الأقدر على تمثيل مصر خارجياً، والأجدر بالمنافسة على الألقاب، وأخيراً، نعم نحب الزمالك لكن سنشجع الأهلي في مونديال اليابان.

 sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

الأكثر مشاركة