مزاح .. ورماح
(شاهت وجوه العدا!)
في سكن المرخانية-1 (محبس الجن) أيام الجامعة، كان هناك ذلك الطالب الأحمق، وقصته مشهورة، كان كلما جاء طالب مستجد (سنفور) حلف عليه بالأيمان المغلظة أن يعزمه على بيتزا في أحد المحال الأميركية الجديدة الشهيرة في دوار الجبل، ويصرّ على أن يكون الذهاب بسيارته هو، وهناك في المطعم يخرج من الباب الخلفي بعد العشاء ويعود للسكن ويترك «المعزوم» يضرب أخماساً لأسداس أثناء بحثه عن سيارة أجرة في «جلعة إبليس». التقيته قبل فترة (الخبيل وليس الضحية)، وقد أصبح من رجالات المجتمع الذين يشار إليهم بالبنان (لا تحاولون ما بقول)، وسألته عن سبب ذلك التصرف الغريب السخيف الذي كان يكرره مع كل طالب جديد، وطالبته بدفع الثلاثين درهماً بالطبع، فقال لي: كنت أقوم بذلك الفعل لمعرفة ردود الأفعال، ومَن منهم يستحق صداقتي!
وقد قال العلماء قديماً: لا تكرهوا الفتن ففيها حصاد المنافقين، وما يحدث اليوم في غزة أسقط الكثير من الأقنعة عن وجوه لم نكن نتخيلها بهذا القبح، خصوصاً بعض المحسوبين على الجهات الشرعية والطبقة المتدينة الذين حمّلوا أطفال غزة مسؤولية ما يحدث!
فضيلة الشيخ يريد من أطفال غزة أن يقولوا لإسرائيل عندما تعتدي أو تقتل: لا يا «سرسورة» ميصحش كده! ده يبآ عيب! كأن إسرائيل لم تكن لتقتل أو تهاجم أو تعربد إلا بسبب إطلاق تلك الصواريخ، ولولا الصواريخ لرأينا جاراً صديقاً حنوناً مسالماً يساوي بين سكانه اليهود وبين «أهل الذمة» من المسلمين المهاجرين إليه!
اليوم وفي ظل الإعلام الحديث كل عبارة موثقة، وكل فتوى مسجلة، وكل حديث مؤرشف.. وسيتذكر أبناؤنا وهم يرفعون راية «لا إله إلا الله» فوق مطار بن غوريون ذات فجر، أنه كان هناك من علمائنا من أنكر على أهل غزة القتال، وأرادها أن تسـلم نفسـها طواعيـة للمغتصب الصهـيوني فوق كل ذلك، وسيلعنهم تاريخنا، وسـتكون لحـاهم عـاراً عليهم في الدنيـا والآخرة.
اللهم احشـرني مع «المتطرفين» من شهـداء غزة.. وباعـد بيني وبين «المعتدلين» من بائـعي الفتاوى، كما باعـدت بين المشـرق والمغـرب.
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه