‬5 دقائق

نعمة الاتحاد

د.عبدالله الكمالي

كانت إمارات الساحل متفرقة قبل عقود من الزمن، فشاء الله سبحانه وتعالى أن تتحد على يد رجال تجاوزوا الكثير من المسائل وغلبوا المصالح العامة على المسائل الشخصية، وأيقنوا أن التفرق لا خير فيه، والقوة كل القوة في الاتحاد، وهكذا تم الاتحاد فأصبح الناس في خير وفضل كبير جداً من الله تعالى، بعد أن كانت الحياة فيها من شظف العيش الشيء الكثير، فالاتحاد نعمة عظيمة من الله ولابد أن نحافظ على هذه النعمة بالشكر الدائم والعمل بطاعة ربنا، وكم سمعنا كبار السن يتكلمون عن واقع وحال الناس قبل قيام الاتحاد، وكيف تغير الحال في زمن وجيز بالنسبة لأعمار الدول، والشكر من أسباب البركة وزيادة الخير والفضل، فالله تعالى يقول: «لئن شكرتم لأزيدنكم»، ومن تمام شكر الله على نعمة الاتحاد أن نحفظ الفضل لأهل الفضل، فنذكر حكاماً قام الاتحاد على أيديهم كزايد وراشد، رحمهما الله تعالى، فقد بذلا كل ما يقدران عليه لإنجاح اتحاد الإمارات، وقاما مع إخوانهما حكام الإمارات بنهضة وتنمية شاملة وكبيرة لجميع مرافق الدولة، مع أن التحديات كانت كبيرة جداً، لكن الله تعالى يسر الأمور فقوي البناء وأصبحت الإمارات كالبنيان المرصوص، اتحاد وتقدم وازدهار، وأيضاً نعرف الفضل لرئيس الدولة، حفظه الله تعالى، الذي لم يقصر مع شعبه، فنجتمع جميعاً على السمع والطاعة له، فهذا ضمان بإذن الله لاستمرار مسيرة الاتحاد، ومن تأمل حال ولاة أمرنا مع شعبهم ثم قارن ذلك بما يجري في البلدان الأخرى لعرف سبب حب شعب الإمارات لحكام الإمارات، لذلك تجد عامة الناس يذكرون مآثر ولاة أمرنا ويدعون لهم دائماً، وهذا بإذن الله مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم». ومعنى: «يصلون عليكم وتصلون عليهم»، أي تدعون لهم ويدعون لكم. ومن طرق المحافظة على نعمة الاتحاد أن نقوم بخدمة بلادنا بما يرضي ربنا، فيكون كل مواطن أو مقيم في الإمارات قائماً بطاعة الله، ملتزماً بأوامره، متقيداً بالأنظمة والقوانين، وبهذا سنحقق مزيدا من التقدم والازدهار لبلادنا، إن شاء الله، وسنحافظ على نعمة الأمن والأمان التي ننعم بها في ظل الاتحاد.

أيها الأب الكريم وأيتها الأم الكريمة، حدثوا أبناءكم عن نعمة الاتحاد وربوهم على شكر النعم، واغرسوا فيهم طاعة الله ورسوله ثم طاعة ولاة أمرنا، وحذروهم من كل فكر دخيل مستورد يدعو للفرقة والتفرق، فالإسلام دين الجماعة، وتحديات المستقبل تتطلب منا أن نعد جيلاً صالحاً يعرف كيف يحافظ على وطنه واتحاد الإمارات.

 مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر