من المجالس

«أبشر» لإعداد صناع الحياة

عادل محمد الراشد

«أبشر»، مشروع وطني صدر بمبادرة سامية من أعلى مستوى بالدولة ليؤكد أن توظيف مواطني الدولة لا يمثل سداً لحاجة الفرد وحسب، بل هدف استراتيجي من صميم فن صناعة الموارد البشرية، الذي اختارته دولة الإمارات منذ تأسيسها، وضربت فيه مثلاً يحتذى على مستوى المنطقة. ونظراً لحيوية الفكر القيادي بالدولة جاءت مبادرة «أبشر» من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بعد مراجعة متفحصة لنتائج كل مبادرات التوطين السابقة، والأسباب التي حالت دون ترجمة تلك المبادرات الى برنامج وطني شامل وواضح، يجعل دخول المواطن الإماراتي إلى قطاع العمل سلساً ومنضبطاً وفق خطط وبرامج الدولة التنموية. ولذلك وعلى مدى ثمانية أشهر عملت وزارة شؤون الرئاسة بصمت وبعيداً عن أضواء الدعاية الاستباقية لإعداد مشروع المبادرة عبر إيجاد الشركاء الفعليين في القطاعين الحكومي والخاص، وحرصت على أن يأخذ الإعلان عن المبادرة طابعاً عملياً من خلال الانتهاء من تعيين مئات المواطنين والمواطنات في عدد من الجهات المشاركة في المبادرة. وللمزيد من الضبط لضمان نجاح المشروع صيغت المبادرة في أربعة محاور استراتيجية تضمن كفاءة آلياتها وهي خلق فرص العمل للمواطنين، الإرشاد والتوجيه، التدريب والتطوير، وتشجيع المواطنين على الانخراط في شركات القطاع الخاص. وهذه الآلية في التنظيم والوضوح وتوفير الشركاء هي ما افتقدته كل المبادرات السابقة، وما عجزت عن تحقيق أهدافه المؤسسات المختصة بالتوطين. بعد مبادرة معالجة ديون المواطنين تأتي مبادرات رئيس الدولة في يومنا الوطني الـ‬41 «التوطين والإسكان» لترسخ مفهوم رخاء الإنسان في الإمارات في مداه الطويل، وطابعه الاستراتيجي الذي يوفر مواطناً يصنع الحياة ويوفر لنفسه الفرص ويشارك بفاعلية في توجيه مستقبله.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر