مزاح.. ورماح
جراحة عاجلة لـ«الشوارب»
سمعنا عن جراحات تجميلية كثيرة ومختلفة، منها لتصحيح البصر، لتعديل الفك، لتصغير الأنف، لتوسيع الجبهة، لمكافحة تصحّر الصلع، لرتق الشفة، لموازنة الخصر، لتقصير الأذنين، لشفط البطن، لسحب «اللغلوغ»، لكن أن تصل العمليات التجميلية إلى الشوارب فهذه صرعة جديدة.
**
هناك تقرير جديد لـ«سي إن إن» يقول: إن هناك إقبالاً متزايداً في الشرق الأوسط على إجراء جراحة تجميلية لـ«الشوارب»، حيث أفصح طبيب تركي مختص أنه صار يجري بين 50 و60 عملية تجميلية للشنبات شهرياً، جلها تنشد الكثافة، والثخونة في الشعر، لتعطي مزيداً من التبجيل والوقار والرجولة، كما أن بعض المراجعين ممن يحملون ملامح طفولية «بيبي فيس»، يريدون أن يظهروا بمظهر الرجل البالغ والحكيم والمهني!
**
وأخيراً صرنا في عصر: قل لي «كيف شاربك» أقل لك من أنت.. إذا كان كثيفاً مرتفعاً للأعلى كشوارب الفنان اللبناني طوني حناّ، فهذا يعني أنك رجل «فنجري» ودود تحب التميز والانبساط.. إذا كان دقيقاً ومنفرج الجناحين مثل طائرة إف 16، فهذا يعني أنك رجل مسؤول ومهيب.. الشارب طويل ومتهدّل عن زوايتي الفم، «رجل عصبي ومزاجي».. وإذا كان قصيراً وخفيفاً، فهذا يعني أنك رجل قليل الكلام خجول حساس.. إلخ.
**
جراحة للشوارب الخجولة أو المختبئة أو رافضة الظهور للعلن! لم كل هذا الإصرار على إبرازها أمام ناظري «عدوّنا».. فقد خسرنا فلسطين والعراق ونصف السودان.. ونحن بكامل قوانا «الشواربية»! ماذا فعلت لنا الشوارب السميكة؟!
لا أجد مبرراً لهذا التهافت على هذا النوع من الجراحة، إلا في حالة واحدة:
إذا كان الشرق الأوسط كله مقبلاً على «حرب شوارب».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.