من المجالس
نعود بروح الاتحاد
احتفلنا بذكرى قيام اتحاد إماراتنا، وهتفنا لتعيش بلادنا، ودعونا الله أن يحصّن وطننا، وصاحت حناجرنا بترديد نشيدنا، وفرحنا بمبادرات قيادتنا، ثم ابتهلنا للخالق أن يرحم آباءنا المؤسسين، ويوفق أولياء أمورنا. واليوم ندخل سنة جديدة من عمر إنجازنا الكبير، والسنة في قاموس تجربة الإمارات لا تخضع لقوانين الحساب الرتيب، فاليوم عندنا بسنة، والسنة بعشرات مما يعدّون، تنطلق خلالها عشرات المشروعات، وتنجز مئات الأفكار، وتتسابق الإنجازات في اقتصاد وسياسة وصحة وتعليم وشوارع وجسور ومدن جديدة وصناعات وإبداعات علمية وإنسانية، تكاد تضيق بها ساعات اليوم الواحد، لذلك كانت الـ40 عاماً من عمر دولة الإمارات تعادل أضعافها لدى آخرين.
ومع ذلك لا يقتنع أصحاب الهمّة العالية بكفاية ما حدث، لأنه لايزال في الأجندة الكثير، ولاتزال الرؤية مثقلة بأحمالها وأحلامها، ولايزال الطموح يسابق الجموح، بحثاً عن المزيد من الإنجازات، وطلباً للمزيد من حصد المراكز، وطمعاً في المزيد من القدرة على إثبات أن الحضارة هنا لم تكن من فعل كان، وإنما هي ثقافة المكان، وهذا الفكر بحاجة إلى المزيد من التلاحم، والمزيد من التأصيل لثقافة العمل، والمزيد من تكريس روح الجماعة، والمزيد من مجاراة أفكار وطموحات القيادة، وكل طاقة في الدولة مهمة لإنجاز المهمة، وكل فرد شريك في المسؤولية، خصوصاً الشباب، الذين يحصدون اليوم ما زرعه السابقون الأولون بجهد وسهر وعرق ومكابدة تحدت كل الظروف، وأنتجت من الصعاب ثماراً نتقلب اليوم في نعيمها.
اليوم نعود إلى أعمالنا ومدارسنا وجامعاتنا بروح الاتحاد، وهي الروح التي بلغت بنا المعالي، ونتمنى أن تكون حاضرة في كل تفاصيل حياتنا، لنحافظ على الإنجاز، ونرفع البناء، ونكون خير خلف لخير سلف.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه