كلمات لمحبّي الرحلات

نقول: «مطرنا بفضل الله ورحمته»، بعد هذه الأمطار الطيبة التي أغاث الله بها البلاد والعباد، فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ومع اعتدال الجو هذه الأيام يحرص الناس على الخروج في رحلات برية مفيدة وجميلة لمختلف المناطق، ومن المناسب جداً ذكر بعض الأحكام الشرعية وبعض التنبيهات التي تفيد الجميع إن شاء الله، فمن المسائل المهمة في هذه الرحلات عدم التفريط في أداء الصلاة، فإذا حان وقت الصلاة وكان المسجد بعيداً فأذن - رعاك الله -بالصلاة، ثم أقم، وعليك بصلاة الجماعة أنت ومن معك، فحتى لو كان أبناؤك الصغار معك فصلّ بهم إماماً، فهذه فرصة جميلة لتعليم الأبناء الصلاة وكيفية أدائها، ولا يجوز للإنسان أن يؤخر الصلاة عن وقتها بحجة أنه في رحلة برية، ومن أبواب الأجر العظيمة إسباغ الوضوء على المكاره، فأحياناً، خصوصاً في صلاة الفجر، قد يكون الجو بارداً، فيتهاون بعض الناس في الوضوء الكامل وهذا لا يصح، ومن الناس من يتيمم لمجرد البرد اليسير الذي لا يؤذيه أو لمجرد قلة الماء مع أنه يستطيع الذهاب لإحضار الماء، فهذا الخطأ لابد من الانتباه له، وكذلك ينتبه المصلي إلى ترك التلثم أثناء الصلاة، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يغطي الرجل فاه وهو يصلي.

ومن المهم أيضاً أن نتعلم دعاء المكان، فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نزل منزلاً، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك»، فهذا الدعاء له أثر عظيم في حفظ الله للإنسان من شياطين الإنس والجن.

والإسلام دين النظافة والجمال، فمن المشاهد التي نراها في بعض الأماكن البرية عدم عناية الناس بتنظيف المكان، فتراهم يلقون الأكياس والقاذورات دون أدنى مراعاة لمشاعر من سيأتي بعدهم إلى المكان نفسه، وكم يتعب عمال النظافة في التنظيف بسبب عدم العناية بالنظافة مع أن بعض من يلوث الأماكن تجده يمدح الدول الغربية بسبب تشديدها في موضوع النظافة، ناسياً حاله وعمله!!

والرحلات العائلية عموماً من أعظم أسباب زيادة الألفة بين أفراد الأسرة، فالأب سيقترب من أبنائه أكثر في هذه الرحلات، وسيقف على شخصيتهم أكثر وأكثر، وكذلك الأم، فمن الخطأ أن نجعل هذه الرحلات مجالاً للغضب أو الصراخ على الزوجة أو الأبناء، فاجعل هذه الأجواء الباردة تتميز بدفء المشاعر وصدقها تجاه أسرتك، وستجني ثماراً طيبة جداً لهذه الرحلات العائلية.

وقبل الختام: اجعلوا من هذه الرحلات باباً لبر الوالدين، فكم من الأبناء يخرج مع أصدقائه وزملائه ووالداه يعانيان مرارة الوحدة والعزلة، ففي الحديث الصحيح: «الزم رجلها فثم الجنة»، فاجلس معهما واخدمهما في حلك وترحالك معهما، فغداً إذا كبرت ستجد من يخدمك بإذن الله.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

الأكثر مشاركة