الخبرة في القطاع الخاص
تشجيع الشباب على العمل في القطاع الخاص لا يؤدي إلى توفير فرص العمل لهم وسد ذرائع مشكلة التوطين فقط، بل يفتح أكثر من باب لتحقيق التمكين لمواطني الدولة في صناعة نهضة دولتهم. ولو كان الهدف من مبادرة «أبشر» التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، تشغيل المواطنين فحسب، لاستوعبت المؤسسات الحكومية كل الباحثين عن وظيفة من أبناء البلاد. ولأن الهدف أكبر وأوسع من مجرد التوظيف الى اكتساب الخبرة والاندماج الكامل في حقول الإنتاج والمشاركة بقوة في عجلة التنمية حرصت المبادرة على وضع القطاع الخاص أمام مسؤولياته شريكاً وليس مستثمراً عابراً.
الخبرة هي ما ننشده وينشده الوطن لأبنائه، والعمل في مؤسسات القطاع الخاص يفتح أبواب الفرص أمام شبابنا لاكتساب نمط للخبرة الوظيفية والفنية، يختلف عن الطابع الإداري البيروقراطي للوظيفة الحكومية. ولأن القطاع الخاص هو القاعدة الرئيسة التي يقوم عليها أي اقتصاد إنتاجي ناجح فإن اقتصادنا ليس استثناء، بل أصبح اقتصاد الإمارات علامة بارزة لهذا النمط الذي تصنع فيه الفرص وتتسابق المبادرات، وتتسع فيه قاعدة سوق العمالة لأكثر من أربعة ملايين موظف. وانخراط الإماراتي في هذا السوق الواسع ينقله من ضيق أفق الوظيفة الحكومية الرتيبة إلى آفاق قطاعات الأعمال الرحبة والمتشعبة في شتى ميادين الحياة من خدمات إلى صناعات إلى مقاولات إلى ميادين التجارة الواسعة.
لذلك أطلقت مبادرة «أبشر» برؤية ثاقبة ووفق أهداف واضحة تجعل مواطن الدولة محور العملية التنموية، وتدفعه إلى مقدمة الصف صانعاً لا متلقياً، وخادماً لتطلعات وطنه لا مخدوماً.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.