كل يوم

الدراسات أصدق من الانطباعات

سامي الريامي

الدراسات الميدانية، والأرقام الناجمة عنها، هي المؤشرات الحقيقية، وهي الأقرب للواقع، ومن مضمونها يجب أن تكون القناعات، وتبنى القرارات، أما الانطباعات فهي رهينة الشك لا اليقين، وهي غالباً ما تجافي الحقيقة لأنها قريبة جداً من خيال أصحابها.

الاستطلاع الذي قامت به مؤسسة «باريت» العالمية، والذي تصدرت فيه الإمارات مع دولة أخرى قيم الأمن والسلام الاجتماعي والرضا عن الوضع العام بالدولة، مقارنة بـ‬18 دولة مختلفة من ضمنها دول كبرى مثل أميركا وبريطانيا، هو المؤشر الحقيقي للحالة المعنوية التي يعيشها المواطنون والمقيمون في الإمارات، وهذا ما يحاول البعض التشكيك فيه من خلال زعزعة هذا الاستقرار وحالة الأمن اللذين تنعم بهما الدولة، بواسطة تقارير مبنية على انطباعات وشكوك واتهامات.. وشتان بين الدراسة العلمية الميدانية، والتهم الافتراضية الجاهزة غير المبنية على أساس أو دليل!

الإمارات تفوقت في الدراسة، التي تضمنت ‬10 عناصر، على أميركا وبريطانيا في تدني الطاقة السلبية، فقد حققت الحد الأدنى عالمياً في مؤشر مستويات الطاقة السلبية تجاه النظم التي تحكم المجتمع، مثل الإحباط والانزعاج أو الاكتئاب، ويتوافر فيها جميع القيم الإيجابية التي تحقق السعادة، كما أظهر الاستطلاع أن النساء يتمتعن بقدر كبير من المساواة داخل الدولة، وأن الممارسات والقوانين الحالية تدعم حقوق المرأة وقدرتها على لعب دور مميز في عملية النمو والتطور، ليس ذلك فحسب، بل أوضحت الدراسة أيضاً أن النساء غير المواطنات لديهن شعور مؤكد بمبدأ العدالة داخل المجتمع الإماراتي مقارنة بدولهن في منطقة الشرق الأوسط!

هذه مؤشرات حقيقية، نعيشها واقعاً في دولة الإمارات، وبالتأكيد لن ندعي الكمال يوماً، ولن ندعي أن الشعب بأسره سعيد وراضٍ وغير محبط، فهناك نسبة من السلبيين بأسباب أو بالفطرة والطبع، لكنهم، وفقاً للدراسة، لا يتجاوزون الحد الآمن والصحي عالمياً، إذ لا تزيد نسبتهم على ‬12٪ مقارنة بـ‬59٪ في بريطانيا و‬57٪ في فرنسا، و‬57٪ في الولايات المتحدة. إذن بعد ذلك، ألا يحق لنا أن نتساءل عن أسباب هجوم المنظمات على الدولة؟ و لماذا توجه ضدنا الانتقادات الحادة؟ والواقع مدعوماً بالدراسات الميدانية يؤكد أننا نعيش أفضل من جميع المهاجمين!

هي انطباعات تكونت في خيالهم لن نستطيع تغييرها، ليس لأنها واقعية، بل لأنها توافق أهواءهم ومصالحهم، فهي وسائل ضغط لا أكثر، ولا يريد الغرب فقدانها، وتالياً لن يغير قناعاته ولن تنتهي اتهاماته، فالمسألة ليست مبنية على أرقام وأدلة ودراسات نستطيع المحاججة بها، وإخراسهم بها للأبد، إنما مبنية على افتراءات وكذب، لأنها الوسيلة الوحيدة لممارسة الضغط من أجل الحصول على مكاسب مالية! وبكل تأكيد، المنظمات المشبوهة المدعومة من دول معادية لنا سراً لن تعتد بمثل هذه الدراسات على الرغم من «عالميتها»، ولن تشير إليها، ولن تخجل من انكشاف زيفها واتهاماتها المبنية على «شكوك»، وفقاً لاعترافات وتصريحات المسؤولين عنها مباشرة، لكن علينا ألا نهتم بذلك بقدر ما يهمنا ترسيخ قناعاتنا بدولتنا وبسلامة النهج الذي تسير عليه، ما يهمنا هو الثقة بدولة منحتنا الأمن والأمان والاستقرار، في وقت لا يعرف كثير من دول العالم معنى ذلك، دولة نفخر دوماً بانتمائنا إليها، ولن يتزعزع هذا الفخر يوماً.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر