من المجالس
منظمات التخريب المدني
استطاعت منظمات غربية أن تتسلل إلى العديد من المجتمعات العربية، تحت جنح تشجيع الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان، ولم يكن «الربيع العربي» هو البوابة لولوج هذه المنظمات المشبوهة تحت لافتات التشجيع على التغيير لمواكبة المستقبل، بل سبقت ذلك بسنين طوال، لكن كانت مرحلة حكم المحافظين الجدد لأميركا، برئاسة جورج بوش الابن، هي المحرك العلني لهجوم نشر الديمقراطية في المجتمعات العربية والإسلامية، لتنتقل مسؤولية تنفيذ هذه الأجندة من أيدي القوى المتخفية بمنظمات المجتمع المدني إلى الحكومة الأميركية بشكل لا يحتمل المراوغة.
وقد وجدت هذه المنظمات موطئ قدم لها في معظم الدول العربية، إما عبر ابتزاز الاستبداد الذي نخره الفساد فلم يقو على الممانعة، وإما تحت لافتة التشجيع على التحديث والمساعدة على الإصلاح والتطوير في الدول المستقرة والشاقة طريقها نحو النجاح، التي لا تتوافر فيها عناصر الابتزاز، فاستغلت هذه المنظمات الهامش الذي أعطي لها لتطبيق أجندتها في هز استقرار الدول . ونظراً إلى هشاشة الوضع العربي العام، وطموح التنظيمات الحزبية، وقصر نظر الجماعات المتعطشة للسلطة، التقت الأضداد، وتلاقت المصالح، واتفقت الأجندات على تسهيل كل للآخر، ظناً من كل طرف بقدرته على استعمال الطرف الآخر وتوظيفه لتحقيق مآربه. الخطر أن هذه المنظمات لم تكتفِ بممارسة ضغوطها وابتزازها بأدواتها الخاصة، لكنها انتشرت في المجتمعات، وتسللت إلى الجامعات،واستطاعت أن تستقطب أعداداً منهم بتأثير من شعارات الحرية والديمقراطية، وكسب المزيد من الحقوق، من دون أن تبدي حقيقة مخططاتها، وتكشف تفاصيل أجنداتها، وهذا ما يفترض أن تتصدى له المؤسسات والشخصيات والمنظمات الوطنية، لكشف المستور عن هذه المنظمات المشبوهة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.