القبض على الرئيس أوباما
الأسبوع الماضي، بينما كان الرئيس أوباما يتأهب لدخول مكتبه في البيت الأبيض، «قفز» طفل يرتدي لباس الرجل العنكبوت من خلف طاولة الرئيس وهدّده بالقبض عليه، عندها تظاهر الرئيس الأميركي بالخوف والفزع من الطفل، ثم أظهر استسلامه رافعاً يديه أمام قوة وجبروت «العنكبوت الصغير»،
ماذا لو ارتدى طفل عربي لباس «سبايدر مان»، وأتى بالحركة نفسها أمام زعيم بلاده، أولاً سيكافأ بركلة من مرافقي القائد العسكريين، تجعله يستمتع بالتحليق على ارتفاعات شاهقة، والسقوط برقم قياسي يفوق رقم «فيليكس»، كما ستتم إقالة مدير مكتب الزعيم، ومدير التشريفات، وإحالة مستشاريه إلى التقاعد، وتحويل كل من شاهد الموقف إلى المحاكمة، طبعاً الإعلام الرسمي لن يكتفي بذلك، بل سيشجب الحادثة، وينسبها إلى «مؤامرة كونية» تحاك ضد القائد.
ولأن الموضوع يتعلّق بهيبة الزعيم وسلامة الدولة، فإن دائرة الإفتاء العام ستصدر في اليوم التالي فتوى تحرّم «بيع»، أو ارتداء ملابس «الرجل العنكبوت». بعض الزعماء العرب لا يرتعبون أبداً من «سبايدر مان»، ولا «بات مان» ولا «سوبر مان»، ولا حتى من «سلاحف النينجا»، كما فعل أوباما، فمن يخطئ يرتعب والمسؤولون العرب لا يرتعبون، كما أنهم مبرمجون على ألا يتفاعلوا مع أي موقف تلقائي عفوي وليد اللحظة من طفل أو مواطن، أو رجل عجوز تكلم بعفوية ومحبة، أقصى ما يمكن أن يقوموا به في المناسبات المفتوحة أو اللقاءات الشعبية، أن يتسلموا باقة ورد، ويسمعوا قصيدة مديح من طفل علّم باكراً على النفاق، ثم يصفقوا من غير نفس ويطبعوا «قُبلة» بلاستيكية على جبين الصبي تفسدها آلاف «فلاشات» التصوير.
أوباما خليك جامد.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.