عاصمة الاقتصاد الإسلامي

جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، التي بيّن فيها سعي دبي لأن تكون عاصمة للاقتصاد الإسلامي في العالم، محفزة ومشجعة للسير نحو تحقيق هذا الهدف النبيل، وهذه الكلمات ليست غريبة عن سموه، حفظه الله، فهو صاحب الهمة العالية، والعزيمة الكبيرة، والنظرة المستقبلية الثاقبة.

ومن وجهة نظري، فإن من أهم العوامل المشجعة على الوصول إلى هذا الهدف المهم إعداد الكوادر المتخصصة في الاقتصاد الإسلامي، خصوصاً من أبناء الدولة، فإنشاء معهد أو كلية أو جامعة في هذا المجال من أهم الأمور، لطرح المساقات المتخصصة في كل ما يتناول مسائل الاقتصاد الإسلامي، بالإضافة إلى العلوم الاقتصادية الأخرى، وفي هذه الجهة المتخصصة يتم تدريب الطلاب على التعامل مع المسائل الاقتصادية من الجانبين الشرعي والاقتصادي، ثم بعد ذلك يأتي الجانب التطبيقي بالممارسة العملية لمسائل الاقتصاد الإسلامي في الجهات المتخصصة كالبنوك والمصارف الإسلامية، وأرجو ألا يتم الاقتصار في هذا المجال على شهادة الدبلوم أو الشهادة الجامعية، بل يتم وضع خطة شاملة تتناول الدراسات العليا في هذا المجال، فعندها سنجني ثمار اجتماع الدراسة الأكاديمية مع الخبرة الاقتصادية، وستكون عندنا، بإذن الله، كفاءات مواطنة في الاقتصاد الإسلامي، ويمكن توجيه الجامعات من الآن لإعداد خطة دراسية، وطرح مساقات متخصصة يتم تدريسها للطلاب اعتباراً من العام الجامعي المقبل.

وأيضاً لو تم إنشاء وحدة متخصصة للعناية بالبحوث المتعلقة بمسائل الاقتصاد الإسلامي وطباعتها من خلال مجلة علمية محكمة، أو طباعة رسائل الماجستير والدكتوراه، أو إنشاء جائزة عالمية لأفضل مشروع، سواء كان بحثاً أو برنامجاً في الاقتصاد الإسلامي، ثم يتم بعد ذلك تسويق هذه الكتب والبحوث والبرامج وبيعها بسعر التكلفة لتصل هذه الأفكار إلى مختلف دول العالم، أو على أقل تقدير، إنشاء موقع إلكتروني متخصص بمواضيع الاقتصاد الإسلامي، تتلاقح فيه الأفكار، وتنشر فيه التجارب والخبرات، وأتمنى حقيقة أن تكون هذه الوحدة المتخصصة ذات رسالة عالمية، فتترجم أصول وقواعد الاقتصاد الإسلامي إلى مختلف اللغات، خصوصاً الإنجليزية والفرنسية والصينية والإسبانية، فمن الضروري جداً أن يعرف العالم ما هو الاقتصاد الإسلامي. وقد استضافت دبي خلال فترة ماضية مؤتمراً خاصاً بالمصارف الإسلامية، فلو تم الإعداد لمؤتمر عالمي ضخم في هذا المجال يدعى إليه كبار العلماء والعباقرة في قطاع الاقتصاد الإسلامي، ففي ذلك خير عظيم جداً، إن شاء الله. ويمكن تمويل هذه المشروعات من خلال توجيه البنوك الإسلامية إلى المساهمة في ذلك، وتقييم أدائها بمدى مشاركتها في تمويل هذه المشروعات التي تخدم قطاع الاقتصاد الإسلامي، فالأفكار في هذا القطاع كثيرة ومتنوعة، وبإذن الله تعالى، ستخطو دبي فيه خطوات كبيرة وكثيرة جداً، وستكون في المستقبل القريب عاصمة للاقتصاد الإسلامي.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

الأكثر مشاركة