كل يوم
البيت متوحد..
إننا لا نفرح من أجل كرة، ونعي وندرك أن «خليجي 21» ما هي إلا بطولة لكرة القدم، فيها رابح واحد فقط، وكل فريق معرّض للخسارة كما الربح، لكننا نفرح من أجل الوطن، من أجل اسم دولة الإمارات التي نعشقها ونعشق كل ما يرتبط بها وما يمثلها.
ندرك أيضاً أن الوطن أكبر وأسمى من بطولة، لكننا نذوب حباً في كل تفاصيله، وكل ما يذكرنا به، ونلتف حول كل من يحمل اسمه، حتى وإن كان ذلك منتخباً يلعب مباراة كرة قدم.
الالتفاف الحالي يثبت ما لا يدع مجالاً للشك أن «البيت متوحد» وسيظل كذلك بإذنه تعالى، ويجسد الحالة الطبيعية التي نعيشها في مجتمع متحابّ متماسك، متلاحم القيادة والشعب، مجتمع يعيش التعاضد.. شعب مخلص لوطنه وقيادته، وقيادة تلبي طموحات شعب، وتعيش معه في كل حالاته، تشاركه أفراحه، وتقف معه في أحزانه.
قيادة غير معزولة، ولا تفصلها حواجز، وأبراج عاجية، فهي جزء من الشعب، فلا عجب أبداً أن يأمر رئيس الدولة، حفظه الله، بتسيير طائرات عدة تحمل جماهير ومشجعي المنتخب الوطني إلى البحرين، فهو يشعر بهم، وبرغبتهم في الوقوف خلف فريقهم الوطني، تماماً كما يتابع هو بنفسه الفريق، ويهتم به، ويشجعه للوصول إلى منصات التتويج.
ولا عجب أبداً أن يغرد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مهنئاً لاعبي المنتخب الوطني بكلمات حماسية تعكس الفخر الذي يشعر به، ليس كنائب رئيس أو رئيس وزراء أو حاكم، بل كمواطن إماراتي يشجع فريقه ويفخر بإنجازاته، ممتدحاً اللاعبين بأوصاف تزيدهم حماساً ورغبة في العطاء بلا حدود، كلمات الشيخ محمد بن راشد تثبت أنه متابع لتفاصيل ما يحدث، فهو جزء من المجتمع ولا يعيش بعيداً عن شعبه، منعزلاً عنهم، ولا أروع من أن يثبت لقب «المهندس» على مدرب المنتخب الوطني، مهدي علي، في لفتة ذكية للغاية، تفاعلاً مع جماهير الإمارات التي أطلقت هذا اللقب عليه..
خصوصية جميلة تجعلنا أكثر تعلقاً وحباً وعشقاً لقادتنا ودولتنا، فهؤلاء لا يعشقهم شعب الإمارات رياء أو خشية، بل حبهم قناعة متأصلة منذ سنوات طويلة جداً، وسيظل هذا الشعور دوماً، لن يتأثر بمطبات عابرة، ولا تقارير مزورة، ولن تؤثر فيه أجندات خارجية، لأن من يراهن على خلخلة مجتمع الإمارات لا يفهم طبيعة وسر وتفاصيل العلاقة الدقيقة، والترابط المتين بين الشعب وقادته، فهو يقيسها بمقاييس خاطئة، ويقارنها بنماذج مختلفة، جميعها لا يمثلنا ولا تشبهنا في شيء.
«البيت متوحد» ذلك هو أكثر ما يميزنا، ولذلك لا يمكن السكوت عن من يتجرأ لشرخ هذا التوحد، لولا هذا التوحد لما وصلنا إلى نصف ما وصلنا اليه، ولولا هذا التوحد لما نعمنا بالأمن والأمان والاستقرار، هذه حقيقة حتمية، نؤمن بها، لذلك لا يمكن أن نقبل بفكر أو فعل أو شخص يريد العبث بهذا الأمن والاستقرار، من يفعل ذلك سيلقى ردة فعل عنيفة لا يحق له بعدها التباكي، فالجزاء من جنس العمل، ولكل فعل ردة فعل تطغى عليه في كثير من الأحيان!
twitter@samialreyami
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .