«جنجام ستايل!»
على الرغم من أنه لم يترك أحداً إلا وشتمه، ولم يترك واحدة إلا وطعن في عرضها، وعلى الرغم من أنه لا يتقن سوى إدخال التعاسة على قلوب الجميع، بغض النظر عن قول المصطفى: «من أدخل السرور على قلب مسلم أدخل الله السرور على قلبه يوم القيامة»، وعلى الرغم من أن ألفاظه تكفي لتأليف قاموس في «مفردات اللعن والسب الشعبية»، إلا أنه - والحق يقال - لا ينسى دعاء كفارة المجلس قبل أن ينام! ولهذا فهو ينام قرير العين بشكل يحسده عليه الرضع!
قبله لم نكن نعرف الصعوبة في قصة الصحابي الذي ذكر الرسول، صلى الله عليه وسلم، لثلاثة أيام أنه من أهل الجنة، ولم يكن عمله سوى أنه ينام من دون أن يحمل في قلبه شيئاً على مسلم، لكن بعده فهمنا كل شيء، لأن القلوب أصبحت «متروسة»، ولأن الجميع أصبح منتَقداً، فالكل سيئ، والكل سخيف، والكل تقليد، والكل خائن، وهو فوق النقد، وفوق المحاسبة والمساءلة، لأنه يتقن اللعب على أوتار «الوطنية» و«النشاط»!
تريد أن تسأل، أن تستفتي، أن تعرف أين الصحيح وأين الخطأ، فتلجأ إلى رجال الدين، يغضب رجل «الجانجام ستايل» عليك، ويفاجئك بقوله: إن الشيخ الفلاني حقير ووضيع وخائن، والشيخ الفلاني قبوري وضلالي وسيئ، والشيخ الفلاني أجمع مجموعة من التكفيريين على كفره، تبتسم وتقول له «إن خلت بلت»، وتقترح عليه اسماً آخر، فينظر إليك باستهزاء، وهو يقول لك: تعرف إن عنده مليونين في رصيده.. سبحان ربي! هل يجب أن يكون كل داعية ومطوع وشيخ مفلساً، رث الثياب، نتن الرائحة، لكي نستمع إلى فتاواه وخطبه؟
يفاجئك بأنه إذا كان ولابد فلا مانع من أن تستشير فلاناً، الله أكبر، فلان الذي كان يمثل قبل بضعة أشهر ألد أعداء الدين أصبح الآن مرضياً عنه؟ يضيّق عينيه على طريقة «دامبي أبوهيكارو» في حواراته المشبوهة، ويقول لك: أهم شيء النية، ما لنا خص في الظواهر، وللمرة الأولى أتذكر المثل الأردني العبقري «سلملي ع الهسهس»!
لا أعلم إذا كان هذا خطأ، وهذا خطأ وهذا سيئ، وهذا ابن ستين، وهذا لا يعجبك شكله، فأنت لم تُبق لي سوى أن آخذ ديني من المطبلين، وإذا كنت سآخذ ديني هكذا أو هكذا من مطبل، فأنا شخصياً أفضّل أن آخذه من مطبل أثق به.
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .