مزاح .. ورماح

(اللقامه!!)

عبدالله الشويخ

من أجمل الأفلام الكوميدية الأميركية التي تعلق بالذاكرة فيلم «مقتحمي الأعراس» ( Wedding Crashers )، لنجومه السخفاء الظرفاء الذين لا أعرف كيف تكتب أسماؤهم بالعربية «ولا بالإنجليزية بصراحة»، وتدور فكـرة الفيلم حول مجموعة تذهب إلى الأعراس بلا دعوة، حيث يعتقد كل طرف من «المعزبية» أن الطرف الآخر هو من دعاهم، وتمر أمورهم سلامات، كان شيباننا يطلقون اسم «اللقامة» على هذه الفئة، ولكن الوضع في الغرب مختلف، فالعرس يكـون مهرجاناً على جزيرة أو منتجع، ولليلتين شاملة الكثير من «وسائل الترفيه» الشرعية وغير الشرعية، وليسـت فرقة و«عشا وبعدين بيتك بيتك»، لذا فاختراقها أكثر حرمة وأشد تجريماً!

بسبب ثقافتنا وكرمنا لن نخاف انتقال أو وجود عدوى «اقتحام الأعراس» لدينا، فالدعوة غالباً عامة، وإن «ما شالتك الطاولات تشيلك عيوننا»، بل هناك تطور نوعي في بعض الأعراس رأيته لدى بعض الجاليات العربية، يتمثل بتوزيع «كروزات جكاير» على الضيوف، لكن الخوف هو من الظاهرة الشقيقة لاقتحام الأعراس، وهي ظاهرة «مقتحمي الشواطئ»، التي أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي، في الأسبوع الماضي، خبراً غريباً حولها، حيث ذكرت أنها ضبطت ‬7991 شخصاً ممن سمتهم «المتطفلين على الشواطئ»!

أرجوكم كفوا عن تلك الابتسامة التي تدعي البراءة وعدم الفهم، فأنا أعلم، وأنتم تعلمون ما معنى متطفل على الشواطئ، لكن ما لا أعرفه حقيقة، ويكاد فضولي يبلغ منتهاه فيه، هو كيف يفصل المفتش بين «المتطفل» و«المتلصص»، وبين «المبصبص» الرسمي؟!

يعني إذا ارتديت نظارة شمسية غاليـة الثمن و«شورت»، أو لنقل «برمودا شرعي» بلون فوسفوري مميز، وتمشيت على الشـاطئ مطلقاً نظرات الذئب الجائع هنا وهناك، فهل سيحاسبني القانون، ويسـتوقفني مفتش البلدية، أم أن هذا الأمر يسري فقط على العمالة السـائبة والعمال الذين قضوا فترة ظهيرتهم وهم يبنون منزلي أو برجي أو مؤسستي، حتى إذا حانت لحظـة الراحـة لم أحب أن يشاركوني حتى في «حرمة» النظر؟!

الخـبر والقانـون وطريقـة التوقيف يجب أن توضـح لجاهل بالقوانين مثلي، فأنا لا أعرف التفاصيل، لكنني أسـأل نفسي باستـمرار: يعني «الخان» الفقـير ما له حق يشـم هواء البحر العليل؟ وهل عليـه أن يغض البصر إجبارياً، وهو «خمسـة سـنة ما يشـوف خرمه»؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر