مزاح .. ورماح
ناموسية
احتفالاً بمولودها الأول، ولأن الصبي - المنتظر - سينقذ العالم، ويوقف الحروب، ويخفف من موجات البرد ويمتص الفيضانات، ويكافح الملاريا، و«يفطّس» فيروس ( H1N1) ، ولأن المولود سيرسي الديمقراطية الحقة في الدول المتخلّفة، ويزيد التنمية الاقتصادية، ويقوي العلاقات الثنائية بين الدول الشقيقة والصديقة، فقد دعت شاكيرا وأبو عيالها مدافع برشلونة بيكي، معجبيهما ومحبيهما للتبرع لأطفال العالم الأكثر فقراً بهدايا «ملهمة» مخصصة، مثل شبكة الناموس (ناموسية) أم الخمسة دولارات، ولقاحات تقي شلل الأطفال أم العشرة دولارات.. أو ما تجود به أنفسهم وأنفس السامعين والقراء.. كل ذلك طبعاً بمناسبة قدوم مولودهما الذي سيشّرف بالسلامة نهاية هذا الشهر.
ومن هنا لا يسعني إلا أن أقول: يكثر خير بيكي، الذي جعل فقراء العالم ينعمون بواحد من حقوقهم في العيش أصلاً.. وأتساءل: ماذا لو لم «تحمل» الست هانم «شاكيرا» من «بيكي»؟ ماذا سيكون مصير مئات الآلاف من الأطفال الفقراء في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا؟ حتماً سيبقون تحت رحمة منظمات الطفولة التي تنفق على كاميرات التصوير وعقد الندوات أكثر من صرفها على حليب «البودرة» أو لقاحات الشلل، لذا فإن مجرّد «نبأ» حملها وما رافقه من تغطية إعلامية واسعة مشفوعة بالصور التي تظهرها بالبطن المحدب سوف يكتب الحياة لمئات الآلاف من الأطفال المعدمين، المولودين من رحم الجوع، المعذّبين على بساط الفقر.
بصراحة لم نعد نثق بشيء، لا بمنظمات أممية، ولا بمؤسسات إنسانية، ولا بسفراء نوايا حسنة، لأننا منذ 1948 ونحن على يقين تام بأن المجتمع الدولي كله مقسوم إلى قسمين: دول تشبه شاكيرا ودول تشبه بيكي.. فهناك من الدول من «ترقص» على جراحنا، وأخرى «تدافع» باستماتة للإبقاء عليها..
السيدة شاكيرا.. أنا بحاجة لـ«ناموسية» حجم رجالي.. تكون واقية من الصواريخ هذه المرة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.