مزاح .. ورماح

«لا تـ(ديزني) ولا أدزك!»

عبدالله الشويخ

في صباح ليس به «ضوء شمس»، كما يقال، في الشهر الماضي، فُجعت أكثر من ‬120 أسرة بنغالية باحتراق عائليها أحياء في حريق ضخم، أصاب أحد مصانع النسيج التابعة لشركة «ديزني» في العاصمة البنغالية «دكا»، ولم يكن سبب تلك المأساة سوى جشع ورغبة بعض الشركات العالمية في الحصول على أكبر كم ممكن من الأرباح، ما دعاها إلى استغلال عمالة فقيرة (لا تخلو من عمالة الأطفال بالطبع)، ضمن ظروف عمل تعيسة، تفتقر إلى أدنى متطلبات السلامة المهنية.

الخبر قرأته مؤرشفاً وصغيراً في زاوية خجولة، وفي اليوم التالي نسته الصحيفة والعالم كله، فمن يهتم؟ لايزال العم «سكرووتش»، أو «عم الدهب»، كما تسميه تراجمنا، يسعى إلى جمع المبلغ الأكبر، ولايزال فقراء «مدينة البط» يحاولون كسب عيشهم، وهذه سنة الحياة، لكن لنتخيل بصدق أن هذه الحادثة - لا قدر الله - حصلت لدينا، فما السيناريو المتوقع؟

أولاً: ستجتمع ‬300 منظمة دولية في أحد الفنادق الفخمة، وتحتج على إهمالنا الشديد لـ«حقوق» العمال، وسنطالَب بسن قوانين صارمة، من دون المساس باستثمارات «بوميكي»، وسنطالَب بالاعتذار والتعويض عن سبب الحريق للعمال وللدولة ولأبنائهم المفترضين، كما سنطالَب بتعويض الشركة الأم، لأننا تسببنا في تكدير «خاطرهم».

ثانياً: سينبري جيش من الصحافيين والإعلاميين لمهاجمة الإهمال المتعمد من قبل مصانع النسيج لحقوق العاملين فيها، وستصبح هذه القضية حديث الساعة، و«سيلطم» الجميع على العمال، لكن بالطبع من «أجل الهريسة» لا من أجل «الحسين».

ثالثاً: وهي المصيبة الكبرى، سيأتي «فضيلته» لإصدار فتوى بوجوب كذا وكذا وكذا، ما سيعطي الخلاف الإداري/ الإنساني بعداً دينياً، ويجعل حتى من لا ناقة له ولا جمل في الخلاف يعتقد بوجوب «تقطيع» مفتشي الصحة والسلامة، لأن الحرب أصبحت دينية وعقدية، وينسى فضيلة «مولانا» أن الأصل في الفقه والدين هو توحيد الصفوف والإصلاح بين المتخاصمين، لكن مشكلة البعض أن «الكبر» - شكّلها كما تشاء - يجعلهم يزدادون خرفاً بدلاً من أن يزدادوا حكمة، لكنها ديزني! أليست هي من يدفع الرواتب؟!

بالمناسبة فـ«ميني ماوس» طلعت «ربيعة» ميكي وليست زوجته، كما كانوا يخدعوننا!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر