أول الأسبوع
بالنسبة لقطاع الأعمال كان يوم أمس، السبت، هو أول أيام الاسبوع، فكانت الحركة، كالعادة، نشيطة، والضجيج عالياً، ومخرجات الإنتاج تعلو مع البنيان، أو تمتد مع الإسفلت، أو تتسع على امتداد البساط الأخضر، أو تتلون مع ألوان الزهور التي يزهو بها شتاؤنا المختال. وبالنسبة للقطاع الحكومي، فاليوم الأحد هو غرة الأسبوع، والأثر غالباً يبدو في ضجيج مكانه جعجعة أكثر مقابل طحين أقل. ضجيج مروري في الشوارع وعلى الطرق السريعة غالباً ما يفسد خلوة المتأملين مع لحظات الشروق الأخاذة، وصراع على كسب متر أو أمتار عدة في رحلة قطع عشرات الكيلومترات، وحوادث أغلب أسبابها الهاجس اليومي من الوصول المتأخر الى الدوام. ثم بعد ذلك الهلع وتلك العجلة، استرخاء خلف المكاتب، ولياقة ذهنية وبدنية صرفت أغلب طاقتها في حرب الشوارع الصباحية، ولم تبقَ لأشواط العمل الأصلية إلا الرمق القليل، والنتيجة مخرجات انتاجية تختلف مذاهب الرصد الإحصائية في تقديرها بين ساعتين من سبع ساعات، وفي بعض الروايات بين 15 و30 دقيقة فقط لا غير.
أول الأسبوع في القطاع الخاص يعني العودة بعد راحة، والاستعداد بعد استراحة، وإن كانت ليوم واحد. وفي أغلب القطاع الحكومي يعني أن العيون لم تتخلص بعد من نعاسها بعد ليلتين من السهر، والرؤوس لم تفِقْ من ثقل الاسترخاء، والأبدان لم تسخن بعد يومين من الراحة. وفي الأول إنتاج أكثر وعمل أطول وكلام أقل مقابل أجور أقل. وفي الثاني تبادل للزيارات المكتبية، وتصفح للإنترنت، وأذونات خروج أكثر، ومخرجات أقل، مقابل أجور أعلى. ما السبب؟ ناس القطاع الخاص من المريخ وناس القطاع الحكومي من الزهرة أم هي أزمة ثقافة وقضية إدارة؟
adel.m.alrashed@gmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .