ابحثوا عن الخمر
مجتمعنا ولله الحمد آمن، ومستوى الجريمة قياساً بعدد السكان محدود، وبحسب المعدلات الدولية تحتل الإمارات مكانة متقدمة في حفظ الأمن الفردي والمجتمعي. وخلف كل ذلك جهود جبارة، وعيون ساهرة، وفكر استباقي جعل دولة الإمارات خيمة آمنة، يستظل بها كل باحث عن السكينة والعيش في سلام.
لكن في إطار ذلك الواقع المحدود للجريمة، استجدت على مجتمع الإمارات أنواع من الجرائم، صارت تشكل صدمات يفجع بها المجتمع بين وقت وآخر، وصار للمواطن نصيب منها، وأصبح للطفولة كفل منها، بين قتل وتعذيب كما في حالة «وديمة» وأختها «ميرة»، وهجر مثل «آمنة» صاحبة السنوات الثلاث، واغتصاب كما حدث للقاصر التي وقعت ضحية لشخص ـ حسب الشرع ـ هو في حكم والدها. ثلاثة نماذج بشعة لجرائم أخلاقية قبل أن تكون جنائية، وفي الحالات الثلاث تكون الخمر هي القاسم المشترك، والسبب الرئيس في حدوث الفاجعة. وخلف هذه الحالات التي وصلت إلى أعلى مراتب الإجرام توجد حالات من التفكك الأسري والمعاناة اليومية، لنساء وأطفال ابتلوا بآباء، أو أزواج، أو إخوان، متورطين في حالة إدمان للمسكرات واستسلام لتعاليم الشيطان، التي تبدأ بالتخلي عن المسؤوليات، وربما تنتهي إلى جرائم ترمي بتداعياتها الثقيلة على المجتمع، ولا تقف أضرارها عند حدود الشخص أو البيت الذي ابتلي به.
كل المسكرات مؤثرات عقلية، وقبل المخدرات كانت الخمور مصدر ضياع العقول وتفكك البيوت، وبقدر ما تواجه القوانين والإجراءات خطر المخدرات بأنواعها كافة، فإن الحاجة أصبحت ملحة إلى مكافحة بلاء تناول الخمور وسائر المسكرات. والواقع لا يحتاج إلى المزيد من الأدلة، لإثبات أن «وديمة» و«آمنة». وتلك المكلومة المقهورة في عفتها، قد أصابهن ما أصابهن، بعد أن لعبت الخمر برؤوس من يفترض أنهم آباؤهن.
adel.m.alrashed@gmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .