المميز غالي والأميز أغلى
قرار تحديد سقف عقود ورواتب اللاعبين المواطنين كان مجرد اجتهاد لخفض الأسعار المبالغ فيها، لكن هل هذا أفضل الحلول، بأن نتظاهر بتطبيق القرار، ونغمض أعيننا عن ما يدور في عقود اللاعبين؟ وأنا أتحدث عن حقوق اللاعبين والأندية، لأن الطرفين غير ملتزمين بالقرار باعتباره ظالماً لهما، ولابد أن نورد الملاحظات التالية في نقطتين، أولاً: اللاعبون مستويات، وليس من المنطقي أن يكون جميعهم بمستوى واحد، فهناك لاعب «سوبر»، وهناك اللاعب الممتاز، والجيد، والعادي، فكيف نريد أن يتميز نجومنا والجيل الجديد ونحن نرفض أن نميز الجيدين عن غيرهم؟ وعلى سبيل المثال من لا يريد اللاعب «عموري» في ناديه؟ من لا يريد إسماعيل مطر، وعامر عبدالرحمن وأحمد خليل وغيرهم الكثير الذين لا تتسع المساحة لذكرهم؟ نحن نمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين، فهل من المعقول أن يتساوى الجميع في العقود؟ اليوم كرة القدم وظيفة وهواية، يعني «2 في 1»، لكن لابد من تحمّل المسؤوليات الوظيفية، فالأندية المحترفة لاتزال لا تتحمل المسؤوليات في الأزمات. المسألة نسبة وتناسب، ووظيفة كرة القدم مثل بورصة الأسهم في ارتفاع ونزول، والمميز هو من يتألق ويقدم إلى وظيفة كرة القدم أفضل ما لديه ليتميز، هذا هو الاحتراف. إذا كان طموحنا صناعة النجوم فلابد أن نحفزهم على التميز، ولا نرفع لافتة «طموح بلا حدود» والمميزات محدودة. ثانياً: هناك مواطنون أفضل من كثير من الأجانب في الدوري، فهل من المنطق أن يكون اللاعب المواطن مظلوماً في دورينا، ويكون عقده 1.2 مليون درهم، والأجنبي يحصل على مليون دولار على الأقل، رغم أنه لا يعطي ربع مستوى المواطن؟ وعند السؤال عن ذلك يردد المسؤولون الأسطوانة المشروخة «أنت ولد النادي».
نحن في دوري المحترفين ولسنا في دوري الهواة، لكن علينا العمل على قدر استطاعتنا، وبما يتناسب مع محترفينا وإمكاناتنا، وإذا أردنا أن نصنع لاعباً مثل ميسي، ويحصل على راتب النجم الأرجنتيني نفسه، لابد أن تكون أنديتنا مثل برشلونة، ليس بالمال فقط ولكن بالفكر.