أهل الثناء والمجد

ثبت في الحديث الصحيح أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم»، ففي هذا الحديث حثٌ لنا على أن ننظر في أحوال من حولنا، وعندها سندرك، رعاكم الله، عظيمَ فضل الله علينا، فهل تصورتم أيها القراء الكرام حال الناس في بلدان أخرى: يا تُرى كيف يكون برد الشتاء على إخواننا في سورية؟ هل تخيلتم حال الناس في سورية وهم يصبحون على أصوات المعارك ويمسون عليها؟ ويا ترى كيف يتغلب الناس على الجوع في بعض بلدان إفريقيا التي أصابتها المجاعات؟ هل تصورتم مشاعر مريض أتعبه المرض وأبكاه، لكنه فقير معدم لا يجد قيمة العلاج والدواء؟ إنها أسئلة تذكّرنا بعظيم فضل الله علينا، فمن فضل الله علينا أننا نعيش في أمن وأمان، ورفاهية وخير، وحكامنا طيبون وموفقون لخدمة بلادهم، وهذه كلها نعم وأفضال من الله جل جلاله، فهو الإله المستحق للحمد والثناء دائماً وأبداً، لذلك أكثروا من الثناء على الله ومدحه، وتحدثوا بنعم الله عليكم، وليكن حالنا وقت التحدث بها حال العبد مع سيده ومولاه، لا يتكلم عن هذه النعم إلا ليعترف بفضل ربه عليه، ذاكراً تقصيره في شكر هذه النعم، وقد كان نبينا، صلى الله عليه وسلم، يقول في سجوده مثنياً على الله: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»، إنه الله جل جلاله، الذي يستحق منا الحمد والثناء في كل وقت وحين، وانظر، رعاك الله، في جميل ما كتبه ابن القيم في الثناء على الله «يغفر ذنباً، ويفرج هماً، ويكشف كرباً، ويجبُر كسيراً، ويغني فقيراً، ويعلم جاهلاً، ويهدي ضالاً، ويرشد حيران، ويغيث لهفان، ويفك عانياً، ويشبع جائعاً، ويكسو عارياً، ويشفي مريضاً، ويعافي مبتلى، ويقبل تائباً، ويجزي محسناً، وينصر مظلوماً، ويقصم جباراً، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة، ويرفع أقواماً ويضع آخرين، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»، فاللهم ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

في عملك، وفي سيارتك، ومع أسرتك، ومع أبنائك، ومع نفسك، فكّر جيداً في فضل الله ونعمه عليك، وتذكر أن الله تعالى هو أهل الثناء والمجد.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة