المشاركات الآسيوية لأنديتنا
بعد فوز نادي العين ببطولة آسيا عام 2003، أصبحت أنديتنا تشارك في البطولة الآسيوية مجرد مشاركة دون هدف واضح، والعذر هو الضغط الكبير في جدول المباريات المحلية والآسيوية، وأن اتحاد الكرة ولجنة المحترفين لا يساعدان الاندية على تقديم أو تأخير المباريات في البطولات الخارجية، وأنا أجد العذر نوعا ما مقبولا، لسبب مهم ان الاندية، كأنها تشارك في البطولات الخارجية دون أي دعم، وفي النهاية يخرج علينا مسؤول في الاتحاد ويقول: «ندرس محاسبة الاندية على المشاركات الخارجية»، والسؤال للأخ المسؤول: «كيف تحاسب الاندية وأنت لم تقدم لها العون وهي بحاجة لتأجيل مباراة أو تعديل جدول مباريات الفريق الذي قد يتضرر؟». نعم هو يشارك باسم الامارات، لذلك لابد ان نسانده جميعا سواء كان اتحادا أو لجنة محترفين أو وسائل اعلام، أو حتى جماهير الاندية الاخرى. نتميز عن غيرنا أننا نتكاتف ونتعاضد في المشاركات الخارجية، ولنتعلم الدروس من رؤساء روابط المشجعين، فمثلا محمد الظاهري الشهير بالعمدة موسم 2011 ـ 2012، كان أول المساندين لجماهير الاندية المشاركة في الاسيوية، وفهد المنصوري من الوحدة، على الرغم من عدم مشاركة نادييهما في الآسيوية، لكن الحس الوطني لديهما لمساندة ممثلي الدولة جعلهما موجودين في مدرجات الجزيرة وبني ياس والنصر والشباب. والمهم والاهم وليس عيبا ان نتعلم منهما ذلك الشعور الطيب، فالشعور والاحساس والتكاتف ليست بغريبة علينا نحن ابناء الامارات.
أتمنى من لجنة المحترفين، وهم مميزون في عملهم ولا أجاملهم، وأطلب منهم النظر في جدول المباريات للاندية المشاركة في الموسم الحالي، حتى لا يكون لأنديتنا الاعذار والصعوبات التي تعيق طموحات المشاركة الاسيوية، ولا تكون مشاركة انديتنا مجرد سياحة، فالجميع يطالب الاندية بالنتائج التي ترفع اسم كرة الامارات، لأن النتائج اهم من بعض المتطلبات الآسيوية الكثيرة، فالنتائج هي الهدف الاساسي، لكن يجب علينا توفير افضل وأحسن الظروف للفرق المشاركة وتمهيد الطريق، حتى لا ينشغل فكر الاندية (رؤساء وإداريين ولاعبين، أو حتى الجماهير) بين مبدأ «المهم والاهم»، لأن الضغوط التي تواجه الاندية بين المشاركات المحلية والخارجية قد تجعل الأندية تضحي بإحدى هذه المشاركات، فلماذا لا يكون لدينا طموح الخوض في جميع المشاركات مادمنا قادرين ونمتلك امكانيات مادية وبشرية ومعنوية، وما اجمل ان تكون هناك جلسة ودية بين الاندية واتحاد الكرة ولجنة المحترفين ورجال الاعلام، للنظر في المصلحة العامة لكرة الامارات، وأن تتقدم الاندية بمقترحاتها بما لا يضر بجدول المباريات المحلية، وإيجاد الحلول التي ترضي جميع الاطراف.
إن تكاتف جميع الجهات قد يساعد على تحقيق نتائج افضل، لأن بعض الاندية قد تشارك في البطولة الاسيوية بفريق الرديف ولها الحق اذا كانت البطولات المحلية مهددة بسبب المشاركة الاسيوية، لكن اذا أردنا تحقيق السعادة لجماهير الكرة الاماراتية، فلابد من هذا التكاتف وتمهيد الطريق ونترك لجماهير الامارات الحكم والتقييم على أدائها في البطولة الآسيوية، وأن تكون مشاركة الاندية في البطولات الخارجية لها أهدافها وطموحاتها ليس للاندية فقط بل لكل شخص يهمه امر كرة الامارات.
من المنطقي ان عدد المقاعد في البطولة الآسيوية هو زيادة عدد الفرص لأنديتنا في البطولة، وعلى انديتنا ان تستغل هذه الفرص والوصول إلى افضل المراحل لأن المقاعد مهددة ومادام الاتحاد ولجنة المحترفين يصارعان في الاتحاد الآسيوي للحفاظ على عدد المقاعد، فلماذا لا توفر لجنة المحترفين واتحاد الكرة المناخ والظروف المناسبين، حتى نجني ثمار المشاركة في البطولة الاسيوية.
كرة القدم تطورت في شرق اسيا أكثر من غربها، وعلينا العمل على تطوير كرة القدم ميدانيا، وليس بالمكاتب فقط (متطلبات الآسيوي)، فنحن تميزنا بتطبيق شروط وتعليمات الاتحاد الآسيوي وبطريقة احترافية بإشراف لجنة المحترفين، لكن على المربع الاخضر ليس لنا أي حضور سوى المشاركة لمجرد المشاركة، يعني (دون طعم أو لون)، في حين أن دولا كثيرة لا تطبق معايير الآسيوي كما نطبقها لكن حضورها بالمربع الاخضر مميز، فلتكن هناك وقفة من الجميع لتحديد اهدافنا من المشاركة الآسيوية. وتحديد ما يمكن ان تقدمه لجنة دوري المحترفين لدعم الاندية في المشاركات القارية المهمة، بمشاركة اتحاد الكرة ولجنة المحترفين والاندية ووسائل الاعلام، للمشاركة وليس للتغطية الاعلامية، ونبتعد عن الاجتماعات المغلقة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .