خذوا رَبيعَكم.. وأعيدوا «ربيعنا»!
أيام معدودات ويدخل فصل «الربيع» رسمياً إلى الإمارات مرة أخرى، سيدخل فصل الربيع بعلاماته المميزة حيث تتفتح الزهور، ويكون الجو صحواً، وتبدأ الثمار في النضوج، ويشاهد العابرون على درب «دبي ـ الشارقه» قوس قزح نازلاً من السماء ومختفياً خلف «مركز صحارى»، سنسمع الكثير من أصوات الطيور الجميلة، وسيخرج الأطفال إلى الحدائق، في الربيع لدينا، تماماً كما كنا نراه في كتب المدرسة لا نحتاج إلى تشغيل الدفاية ولا المكيفات لأنه الربيع!
حسناً لا داعي لإخراج هذه الأصوات القبيحة! سأعترف.. نحن لا نعرف أصلاً ما الربيع! لدينا صيف وصيف وصيف وشتاء، هذه حكمة الباري، لكن من قال إننا لسنا سعداء بهذا؟ ومن قال إننا فعلاً نموت حرقة على رؤية «قوس قزح» لكي نبحث عن الكنز المختبئ في الغيمة التي في نهايته، أصلاً مرة واحد من ربعي المطاوعة قالي: حرام تقول قوس قزح!
---
لا أستطيع أن أنكر أنني كنت سعيداً وأنا أسمع الزميل محد كريشان يعلن «هروب بن علي من تونس»، ولا أكذب فأقول إنني لم أكن متفائلاً حين دخل الثوار إلى طرابلس، ورقصت فرحاً وأنا أستمع لخطاب سيئ الذكر «عمر سليمان»، وبكيت فخراً وأنا أشاهد الشام تنتفض، وما أدراك ما الشام! لكن.. ثم ماذا؟!
لا أطرق الموضوع سياسياً أو فكرياً، لكن أدبياً وإبداعياً فقط، كنت أتابع ذلك الكم الكبير من أدباء وكتاب ومفكري مصر.. ومصر «ولادة».. الجميع تحول بعد الثورة في مصر إلى محلل للقضايا الثورية، لم يعد علاء الأسواني يكتب روايات، ولم يعد إبراهيم عيسى يكتب أفلاماً، ولم يعد أحمد توفيق يكتب قفشات، كل عالمهم أصبح الثورة والحراك السياسي وتجمد الإبداع لديهم، لحين انقشاع الربيع!
لدينا الصورة مشابهة على الرغم من أننا سعداء كما نحن، هل تذكرون ذلك الشاعر الملهم؟ هل تذكرون ذلك القاص؟ هل تذكرون كاتب الرحلات حول العالم؟ أين اختفوا جميعهم؟! متفرغون لنقد «الربيع» على الرغم من سخافة ما يكتبون وعدم دخلهم به أصلاً؟! افتقدنا إبداعهم ولم تعجبنا تحليلاتهم السياسية وكلما سألت أحدهم أجابك «من أجل الوطن».
يا سادتي.. المدرس المخلص في موقعه مدافع عن الوطن، وشرطي المرور الواقف تحت شمس الظهيرة مدافع عن الوطن، والجندي في نوبته مدافع عن الوطن، والرسام المبدع مدافع عن الوطن، هكذا فالزموا أدواركم ولا تفقدونا إبداعكم، ودعوا التحليل السياسي للربيع وأصحاب الربيع..
وخلونا «ربع»!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .