مزاح.. ورماح
أراب «بهادل»
بما أن البرامج الأكثر شهرة صارت الأكثر «تشهيراً»، فأقترح على القائمين على برنامج «عرب آيدول» أن يغيّروا تسميته إلى «عرب بهادل» لكثرة حجم الاستهزاء والبهدلة التي يتلقاها بعض المشاركين، بالإضافة إلى الاستخفاف بالخِلقة والحضور واللباس، وعدم التردد للحظة في جرح الشعور.
قبل يومين قرأت خبراً منوعاً في المواقع الإلكترونية ـ لم تتأكد صحته ـ عن «انتحار مجنونة هيفاء وهبي»، من «مجنون هيفاء وهبي»؟ في تفاصيل الخبر تبيّن أنها مشاركة عراقية اسمها رغد جبّار شاركت في برنامج «عرب آيدول» قبل أيام، هذه الفتاة لاقت استهزاءً مبتذلاً لصوتها وشكلها وطريقة مشيتها، من نجوم كبار، في حين لم يوجهوا لها أي نقد فني مهني يذكر، مما جعلها تغادر الحلقة محبطة يائسة من شكلها ومشاركتها.
لم يستوقفني كثيراً نبأ انتحار هذه الصبية فقد يكون مفبركاً أو وسيلة «بايخة» لإشهارها أو حتى إشهار البرنامج نفسه، لكني من خلال البحث في الـ«يوتيوب» عن المقطع الذي أدّته أمام اللجنة، صدمت جداً من أخلاق «لجنة النجوم الكبار» وهم يستهزئون بشكل «أسنانها» مثلاً وتشبيه حركاتها بـ«مارلين مونرو» على سبيل السخرية، ثم الضحك بصوت عالٍ وجارح على كل كلمة تقولها أو مقطع تغنّيه، إلى الحد الذي تشعر بأن هذا البرنامج صار مهيناً للإنسانية حقاً، وبعيداً كل البعد عن الذوق والرقي.
ربما «النجوم الكبار» لا يدركون بعد خطورة ما يقومون به، فمعظم المشاركين في البرنامج من الشباب المراهقين والمبتدئين اليافعين، وأي نقد غير مدروس أو إهانة مقصودة تبث عبر شاشة يشاهدها الملايين، ستبقى مثار سخرية له من كل المقربين منه أو معارفه أو أبناء منطقته فترة طويلة، وقد تودي بأحدهم يوماً ما إلى الانتحار فعلاً أو حتى الإجرام.
بصراحة مازلت مصدوماً من انحراف مسار البرنامج، من برنامج يبحث عن أصوات جميلة، إلى برنامج يبحث عن سقطات شكلية ليشبعها سخرية واستهزاءً وتجريحاً و«بهدلة».
ثم إن «خفّة الدم» لا تحتاج إلى كل هذه الصناعة!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.