مزاح .. ورماح

«قليل من الإيجابية»!

عبدالله الشويخ

(ربّة منزل تمارس دور صيدلانية وتروّج عقاقير مخدرة في مدينتها).. (ضبط سارقي بطاريات المركبات في المنطقة الصناعية).. (نيابة الأموال تحيل آسيويين للمحاكمة بتهمة الاحتيال على العشرات).. (الحبس لمدة سنتين للاعب دين بانتهاك عرض طفل).. (إصابة طالبين بحادث سير على شارع رئيس).. (اتهام عامل آسيوي بإتلاف متعمد لسكن عمال وتعريض حياة القاطنين فيه للخطر).. (إحالة عصابة الديزل التي كانت تسرقه من مخازن الشركات إلى الجهات المختصة).. (فوز ريال مدريد.. وكرستيانو يحرز هدفاً)!

هذه بالضبط عناوين صفحة كاملة في إحدى الصحف في يوم ما! لا أعرف ما النفسية التي يمكن لأي شخص أن يكمل بها يومه، وهذه العناوين هي كل ما يتم تسليط الضوء عليه، وبدفعة واحدة؟! مصائب «أُس» ثلاثة! ألا يمكن تقسيط هذه الأخبار على أيام الأسبوع؟!

من ناحية أخرى، هناك تلك الظاهرة الإيجابية في الدولة، التي توازي توسع التنمية وانتشار الثقافة الإعلامية، وهي تأسيس وكالات الأنباء، فلدينا عدا وكالات الأنباء الرسمية، وكالات متخصصة عدة، مثل وكالة أخبار المرأة، ووكالة أخبار الشعر، ووكالة أخبار الهجن، وكل منها مختصة بمجالها حصرياً، وأخيراً سمعنا عن خبر تأسيس وكالة الأخبار الإيجابية، التي تحاول حصر بث الأخبار الإيجابية والسعيدة، التي يمكنك أن تبدأ بها يومك، وهذا فعلاً ما نحتاج إليه في هذه الأيام!

من جانب آخر، هناك تلك الأخبار التي يضيفها البعض إلى نشراته الصباحية والمسائية، من باب التسرية على الجمهور، لكنها فعلياً لا تشكل أي قيمة مضافة لنا، لا في ثقافتنا ولا اهتماماتنا، خذ عندك مثلاً ذلك الخبر المنشور في معظم الصحف المحلية: «لوبيز ينتظر طفله الثاني: ينتظر مقدم البرامج الأميركي ماريو لوبيز وزوجته مازا ولادة طفله الثاني بعد ابنته جيا».. ثم تفاصيل غريبة عن ما تقوله جيا وسعادة الجد والجدة، ولون «البامبرز» الذي يريدون شراءه، ونحن أصلاً لا نعرف لوبيز ولا نهتم بكونه فحلاً أم لا.. أو الخبر الآخر الذي أخذ (برايم لوكايشن)، ويقول إن المطربة الأميركية تيا تمر بمرحلة كآبة، لأنها فقدت كلبها!

أي أن البعض يضعنا أمام خيارين، إما الفهم الخاطئ لـ«من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، والتسمر أمام الأخبار المحزنة، وقراءة المصائب اليومية، ثم الإصابة بـ«السكري» أو «الضغط»، أو إدمان حبوب الاكتئاب، أو التفرغ لنشر وترويج أخبار تافهة لا حظ لنا فيها!

الحقيقة هي وجود الخيار الثالث السهل والمحيط بنا يومياً، ولله الحمد، وهو الأخبار التي تكون جيدة للمعرفة، وفي الوقت ذاته تبعث في نفسك تفاؤلاً وسعادة، خصوصاً في بداية الصباح، ثم تمنحك الشعور ذاته، الذي تحس به الآن، وأن تتذكر أن غداً إجازة، وأن السعادة في تلك التفاصيل البسيطة!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر