مزاح.. ورماح
«إغواناً».. متحابين!
بينما نحن غارقون ـ في النسخة العربية من الإعلام المحلي ـ بالقضايا الكلاسيكية، مثل المنافسة بين الزعيم ونائبيه في الدوري المحلي، وتصريحات عارف العواني، ومدى احتمال سقوط بوابة «سالك» على رؤوسنا، ومحاكمات «التنظيم السري»، وبالطبع كيفية عمل روق عنب من دون استخدام ورق العنب، انشغل الإعلام المحلي الأجنبي ـ خلال الأسبوع الماضي ـ بقضية مقتل (إغوانا)، التي هزت الرأي العام المحلي (الناطق بالإنجليزية)!
(إغوانا) ليست بشكارة قتلها مستخدمها في لحظة غضب، لأنها وضعت له معالق سكر عدة، وهو في حالة «دايت» صادقة، وليست طفلة أساء المجتمع معاملتها، وتنتظر القصاص على مذهب (وديمة)، وليست (لا مؤاخذة) تبحث عن من ينتشلها من عصابات المتاجرة في البشر، بل هي مجرد سحلية لطيفة وجميلة، يبدو أنها تاهت عن الذي أحضرها إلى الدولة، من الذين يسكنون في «الكامباونات» في منطقة جميرا، وسكنت هادئة وديعة بالقرب من حديقة الصفا، لا تزعج أحداً ولا يزعجها أحد، وأقرب تفسير إلى المنطق يقول إن أحد بني «الأصفر» قد ظاهر زوجته ذات الشعر «الأحمر»، بعد أن شرب صندوقاً من القوطي «الأخضر»، ولكي يعود إليها كان لزاماً عليه أن يحرر رقبة، فأطلق (إغوانا) إلى شوارع جميرا حرة ومنطلقة! هل عرفتم لماذا لم نرَ في حياتنا «إنجليزياً» يكسر إشارة مرور؟!
قُتلت (إغوانا) بشكل بشع جداً، بعد أن تم رجمها كأي امرأة اتهمت بالسوء، في مجتمع لا يقدم حفظ الأعراض على إقامة الحدود، قتلت ثم تم التمثيل بجثتها، وفقس بيضها، وعلقت على إحدى الأشجار، وتم تصويرها بشكل مؤلم جثة هامدة فوق الشجرة، وقال شهود العيان إن الفاعلين هم مجموعة من المراهقين، الذين كانوا يبحثون عن التسلية!
قد يجد البعض أن الموضوع سخيف، ولا يحتاج إلى كل هذه الضجة، وأن هناك «أجندة خفية»، خلف إثارة الموضوع في الصحافة الأجنبية، وأنه باب لدخول المنظمات الأجنبية.. إلخ.. إلخ، وأن الأمر عادي ومتكرر، فجميعنا في طفولته استمتع بإسقاط الحمام بالـ«مصجبة»، ولعب لعبة «القطو الحيران»، باستخدام رؤوس الفلفل الحار مع القطط، وجرب جميع النظريات النازية على الفئران التي كانت تعلق بصمغ الكراتين! هذا صحيح، لكن الفرق ـ في الاطلاع، والعمر، والمناسبة بين تلك الأيام وهذه ـ كبير جداً!
عندما يحصل هذا الحدث لحيوان، لا نجده دائماً في بيئتنا، وبهذه البشاعة، فكيف سنتوقع أداء هذا المراهق بعد سنوات عدة؟! أنا أتوقعه، إن لم يتم التعامل معه من الآن: مندفعاً، قليل الأدب، لا يؤمن بالرأي الآخر، ولا مانع لديه من إحراق الجميع، لكي يحصل على متعته أو لإرضاء غروره.. هل تريدون أمثلة؟!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .