اختراعات مجان.. تثير الأسئلة!
سؤال منطقي، لكن جوابه طويل ومعقد وليس سهلاً، وجهه أحد أصدقاء «تويتر» إليّ عقب تكريم المخترع الإماراتي أحمد مجان، بلقب شخصية شهر مارس لصحيفة «الإمارات اليوم»، بعد أن وصلت اختراعاته إلى 1001 اختراع، ببساطة يقول: «كيف يكون هناك مخترع إماراتي لديه أكثر من 1000 اختراع، وهو غير معروف عند شريحة كبيرة من أهل بلده، في حين أن لاعب كرة يسجل هدفاً فتفوق شهرته حدود دولته بمسافات بعيدة»؟!
بالطبع هناك عشرات الإجابات عن مثل هذا السؤال، لكنها تبقى، من وجهة نظري، غير مقنعة، ومع إيماننا بالدور الذي يقوم به اللاعبون في المنافسات الإقليمية والعالمية، والذي نعتبره أيضاً دوراً وطنياً لا نقلل من قيمته، إلا أن فكرة الاهتمام بلاعب بشكل أكبر من مخترع، ومن منظور سؤال صديقي الـ«تويتري» تبقى أمراً بعيداً عن المنطق!
المخترع الإماراتي أحمد مجان، بالتأكيد شخصية معروفة عند عدد لا بأس به من أهالي دبي، خصوصاً أنه ورث فطرة الاختراعات عن والده صاحب أقدم ورشة تصليح سيارات في المدينة، التي يعود إنشاؤها إلى بداية الأربعينات، وله ظهور إعلامي مختلف بين فترة وأخرى، لكن ذلك لا يعني أنه لقي الدعم الكبير، وأنه تحول إلى شخصية شهيرة ومقدرة، وبصراحة شديدة لولا رعاية واستيعاب واحتضان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد لهذا المخترع، لما كانت اختراعاته اليوم وصلت إلى هذا الرقم، ولربما كان توقف نهائياً عن الابتكار والاختراع منذ سنوات طويلة.
بدأ مجان العمل بشكل شخصي ومنفرد، وذاع صيته، كما قال بلال البدور في كلمة له أثناء تكريمه في عام 1989، عندما استضافت الإمارات الملتقى الخليجي للاختراعات، ولم يكن لديها في ذلك الوقت أي اختراع، ولمنع الحرج أخذ المسؤولون عن الملتقى البحث عن المخترعين ليتعرفوا إلى أحمد مجان، ويجدوا في ورشته آنذاك 39 اختراعاً، شارك بها باسم الإمارات، وحصلت بها الدولة على المركز الأول في الملتقى الخليجي!
عندما روى لنا بلال البدور هذه الحكاية أدركت أن تكريم هذا الرجل تأخر 24 عاماً، فهو يستحق كل تقدير واحترام، ويستحق تكريماً أكبر بكثير من «شخصية الشهر»، وبالتأكيد لقب «إديسون الإمارات»، الذي أطلقته عليه الصحيفة هو أهل له بكل ثقة.
كثيرة هي اختراعات مجان، والجميل فيها أن معظمها يتناسب مع حاجات البيئة الخليجية، فجهاز الكشف عن تسلل الحيوانات للعزب، وإرسال صورة الحيوان عبر الهاتف فور دخوله، شيء ضروري وحيوي، وكذلك «الركبي الآلي»، الذي قضى على ظاهرة كلفت الدولة كثيراً من سمعتها، وهو الآن يعمل على تطوير اختراع بحري يقضي به تماماً على ظاهرة سرقة «قراقير» صيادي الأسماك، وهي ظاهرة مقلقة لم تستطع الجهات الرسمية حلها بأي صورة، وغيرها هناك أكثر من 1000 اختراع، لذلك فإن مجان وأمثاله كثيرون، منهم مازالوا في بداية حياتهم العلمية ويحتاجون منا إلى الكثير من الدعم، أفلا ننتبه إليهم قليلاً؟!
twitter@samialreyami
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .