باب الاحتراف «مخلوع»
تقدمت دولة الإمارات وتطورت في كثير من المجالات، وأصبحت دول كثيرة تتمنى أن تحذوا حذوها، ونفتخر أينما ذهبنا وأينما صلنا وجلنا بأننا إماراتيون، والفضل يعود لله ثم لقياداتنا التي تعمل دون كلل أو ملل وتعمل للتميز، وتدعم كل من يتميز في خدمة الإمارات واسم الإمارات في المجالات والتخصصات كافة. وما استغربه ويثير الدهشة أن الرياضة بأنشطتها كافة، إلا في ما ندر، مستوانا فيها عادي جداً، وبالأصح لم نتقدم خطوة، وكل ما نجده وعوداً من رؤوساء الاتحادات، وبعد توليهم الرئاسة تتبخر الوعود، ولا نسمع إلا الأعذار، مع أن بعض المسؤولين عاصر أكثر من اتحاد وأكثر من مجلس ادارة، وترى الأشخاص أنفسهم موجودين وبالأفكار نفسها، ويحاولون المحافظة على ما هم عليه لمجرد المحافظة على أماكنهم والكراسي في الاتحادات.
وما نلاحظه جميعاً أن ما يحدث في الفترة الأخيرة وتحديداً في موضوع الاعتداء على الجلاف، وخروج مشجع أهلاوي عن النص بإخراج ورقة نقدية يشير بها الى طاقم التحكيم، أو الى اية جهة اخرى في الاتحاد، واللبس الذي وقع فيه الحكم الدولي محمد عبدالكريم ليس الا نتيجة الترسبات السابقة، حيث إن ادارات الاندية منذ سنوات تطالب بحكام أجانب، ولا أعلم لماذا يخاف القائمون على لجنة التحكيم عندما كان يترأس اللجنة ناصر اليماحي، وحالياً الحكم السابق محمد عمر، من ادخال الحكم الأجنبي، ونحن نطمح ان يتميز الحكام المواطنون، ولكن ما يحدث ان التحكيم يعاني، ولدى اللجنة قصور في تطوير اداء الحكام، حيث إن الحكام أنفسهم مظلومون من اللجنة، ويفترض أن رئيس اللجنة حكم سابق، وهو أكثر من يعرف ما ينقصهم وما يحتاجون اليه للتطوير، مع انه عندما ترك التحكيم كان اول من ينتقدهم وبطريقة لاذعة، عندما كان ضمن فريق العمل في البرامج التحليلية، وتحديداً فقرة التحكيم، وبعد تولي اللجنة، لا نجد منه الا الدفاع فقط، ولايزال العمل في التحكيم هواية في دوري المحترفين.
وأنا أضرب مثلاً بسيطاً في التحكيم ولجنة الحكام، وما ذكرته ليس الا نقطة في بحر، واللجان الأخرى في الاتحاد هي لجان تعمل دون احتراف، كما إدارات الأندية ليست محترفة، على الرغم من ان اللاعبين محترفون، ودورينا للمحترفين.
والمشكلة الرئيسة أننا لم نحترف الوظائف الرياضية واحياناً نعتمد تجارب دول سبقتنا كثيراً، ونحن لا نملك الاحترافية في العمل، وعلى سبيل المثال نحن الى اليوم ومنذ سنوات لا نستطيع ان نعد جدولة مناسبة للبطولات المحلية، وبما يتناسب مع المشاركات الخارجية، لأن الاندية عندما تشارك في البطولات الخارجية تمثل الإمارات. وفي اعتقادي يجب محاسبة من لا يوفر سبل النجاح للأندية لتمثيل الإمارات التمثيل المشرف، والمقصود اتحاد كرة القدم ولجنة المحترفين، لأنهما اول من انتقد نتائج الأندية عندما سحبت المقاعد في البطولة الآسيوية. ويبدو أن عدد المقاعد يهمهم اكثر من النتائج، لأننا خلال السنوات الماضية نعمل على توفير الاحتياجات والشروط الآسيوية اكثر من اهتمامنا بتحقيق النتائج، وكأن الاتحاد ولجنة المحترفين يعملان على توفير الاحتياجات الآسيوية، والأندية عليها تحقيق النتائج، ولا يهمهما الظروف التي تمر بها. بصراحة قد تجرح الكثيرين، فإدارات الأندية لا علاقة لها بالاحتراف وتحلم بأن تكون مثل برشلونة وريال مدريد.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه