مزاح.. ورماح
(سيرو لزيز!)
لا أريد أن أتطفل على صفحات وأعمدة زملائي الرياضيين، فلديهم ما يكفي من «ضغط» هذه الأيام بين حكايات رئاسة المقعد الآسيوي ونهايات الدوريات، وخسارة الناديين الأكثر شعبية في الدولة وخروجهما من إحدى أشهر البطولات العالمية، إلا أن الحراك المحلي في ما حدث لنادي برشلونة وريال مدريد لا يمكن تجاهله، وظاهرة محاولة مشجعي كل فريق إثبات من منهما أعلى كعباً هل هو ميسي أم رونالدو، أصبحت من الأمور التي تشغل الرأي العام فعلياً، مثلها مثل بوابات «سالك» والترام الجديد، والبرج الذي سيكون الأعلى في مجرة درب التبانة.
الجميل في هذا الحوار هو الدليل «الدامغ» الذي قدمه فريق مشجعي ريال مدريد من أنه أصبح أفضل وأعلى كعباً من ميسي، والدليل كان عبارة عن الخبر والإعلانات التي تؤكد أن أحد المطاعم السريعة المتخصصة في منتجات الدجاج قد استعان بصورة لرونالدو وهو يزلط «فخد جاجه» في إعلاناتها الحديثة بدلاً من ميسي، الذي كان يؤكد في إعلان للشركة نفسها وبلهجة عربية بدوية لا يشوبها لحن أو كسر بأن «سره لذيذ»!
والغريب أن الحوار حينما كان يصل إلى هذه النقطة كان عشاق البرشا وميسي يسكتون تماماً، فالشهادة الممنوحة من أحد مطاعم الـ«فاست فود» أصبحت لا ترد لأن الأخيرة وشبيهاتها أصبحت تضع أطراً إعلامية تتحكم في عادات العالم وما يحبه وما يكرهه فعلياً!
قرأت ذات مرة في تحليل غريب لأحد الكتاب أن حرباً لم تنشأ قط في العالم بين بلدين تعمل فيهما إحدى سلاسل الوجبات الجاهزة الشهيرة، وكانت النظرية صحيحة في يومها «وربما لازالت»، فوجود هذه السلاسل والمطاعم هو وجود لنمط حياة وتفكير كاملين، لذا فالدول التي كانت تمنعهما كانت عصية على فهم النظام العالمي الجديد، وتستحق التأديب، وهذا ليس من شأننا!
ما يعنينا محلياً هو تلك الحقيقة التي تقول بأن سلسلة واحدة من تلك السلاسل أعلنت أنها ستفتتح قريباً فرعها الـ150 في الدولة، وبعيداً عن التأثيرات الصحية، السؤال هو: لماذا تظهر علاماتهم التجارية في أي فعالية تقام في الدول الغربية رياضية أو فنية أو ثقافية، بينما يحجمون في الدولة رغم التأثير الصحي والاجتماعي لمنتجاتهم عن التعويض بدعم المشروعات الاجتماعية المفيدة، ويلقون كغيرهم بالحمل كله على المؤسسات الوطنية، وليس لك سوى: المؤسسات الحكومية، و«اتصالات» و«أدنوك» والبنوك، إذا كنت تبحث عن رعاية!
في كتابه «الإنترنت مفتاح الثروة»، يذكر علي آل سلوم أن مبيعات إحدى سلاسل مطاعم الـ«فاست فود» وصلت إلى 24 مليار دولار! إن لم يدعم المشروعات الاجتماعية فيعله يغص بـ«فرنش فرايس»!
صاحب السلسلة وليس صاحب الكتاب بالطبع!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .