أولويات مجلس الشارقة الجديد

-- التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي الشارقة جاء توافقياً بين أعضائه، إذ جمع بين الخبرة وحيوية الشباب، ولعل التوقيت الذي أعلن فيه كان مهماً وضرورياً من أجل العمل على إعداد وتجهيز الفريق الأول للموسم المقبل بعد عودته إلى دوري المحترفين، فالأولويات كثيرة والمسؤولية كبيرة، لكن قد تكون أولوية تثبيت أقدام الفريق مع كبار الدوري هي الأهم، وهي الهدف الذي يسعى إليه كل «شرجاوي» غيور على فريقه، فالمعطيات والظروف تفرض على الإدارة الجديدة أن تعمل من الآن لتحديد أهدافها وخطتها التي ستبني عليها برنامج العمل للفترة المقبلة، فهناك معلومات وأخبار تتحدث عن دعم مادي كبير وغير مسبوق للمجلس الجديد من أجل تمكينه من أداء مهامه وأدواره المنوطة به، وهو ما يعتبر أولى خطوات النجاح، كون النادي عانى هذه المشكلة سابقاً، فالدعم المادي ضروري ومهم في هذه الفترة، لكن بشرط أن يتم التوجيه والصرف وفق الاحتياجات والاختيارات الصحيحة من المدربين واللاعبين الأجانب والمواطنين على حد سواء، كون ما تطالب به جماهير الفريق في الموسم المقبل هو تثبيت الفريق في المحترفين وإبعاده عن دوامة الهبوط التي مر بها وعانى منها كثيراً في السنوات الماضية، لذا فإن الأهم أن تكون هذه الإدارة قد استخلصت دروس وعبر الماضي، وأن تستفيد من الأخطاء التي ذبحت الفريق وشوهت تاريخه العريق!

-- أياً كانت المبررات والأسباب، لم يكن يفترض أن تكون ردة الفعل العيناوية بتلك الطريقة بعد الخسارة من الأهلي في نصف نهائي الكأس، فالشارع الرياضي لم يعتد أن يسمع تلك التصريحات الجارحة تجاه التحكيم منذ أن عرفت الجماهير لون البنفسج، رغم فداحة بعض الأخطاء وضررها على الفريق في فترة من الفترات، لكن الرد والفعل كان دائماً متزناً وفيه من الانضباط والحكمة ما جعل العين مثالاً ونموذجاً للفرق الأخرى، في الوقت الذي لا ننكر أنه استفاد سابقاً من الأخطاء التحكيمية وجاءت لمصلحته في حالات كثيرة ومناسبات عدة، بل كانت سبباً في تسهيل مهامه في العديد من البطولات، أي أنه استفاد وتضرر في الوقت نفسه، شأنه شأن بقية الفرق، إلا أن الغريب في هذه المرة تلك الهجمة اللاسعة التي تم توجيهها صوب طاقم تحكيم تلك المباراة التي تجاوز بعضها الحد المسموح، على الرغم من أن معظم قرارات الجنيبي ومساعديه كانت صائبة وموفقة باستثناء بعض الحالات التي تصنف تحت بند الأخطاء الشائعة والمعروفة لأي حكم، والتي يكون مردها لسوء التقدير أو القراءة، عدا ذلك لم يكن ما يستدعي تلك الاحتجاجات والشحن العصبي، خصوصاً من الدكة وانفعالاتها التي انعكست سلبياً على زملائهم في الملعب وزادت من شحنهم وأفقدتهم تركيزهم، لتكون سبباً رئيساً في خسارة العين وخروجه من الكأس وفقدانه أهم لقب في هذا الموسم!

-- أخيراً لن نبكي على اللبن المراق أو الماء المسكوب كما يقولون، لكننا سنندم وسنبكي على المنصب المفقود، الذي خُطف فجأة بعد أن كان في متناول أيدينا، لو أحسنا الإعداد والتحضير. نعم أخطأ السركال في بعض حساباته وخانه التكتيك قبل وأثناء المواجهة، لكن يجب ألا نُحمله الجزء الأكبر من الفشل، كونه أخذ كلمة ووعوداً من اتحادات ورؤسائها، فالكلمة ملزمة حتى لو كانت على الرقاب، والرجال تُعرف بالكلمة ومدى التزامهم بها، لذلك نقول «هاردلك» للسركال، فقد حاول وبذل جهداً وعملاً لمواجهة تلك الأحزاب، لكن الهدف جاء صعب المنال وغريب الأطوار، فقد تحولت الوعود إلى سراب، ليكون هو ضحية خداع ونفاق!

twitter: @yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة