مزاح .. ورماح

«بركان الغلا..»

عبدالله الشويخ

مشكلة الأسماء أنها واسعة.. فتتسع كلمة «الفضا» لكل «النجوم»، ومشكلة تلك الاتساعات أنها تترك (للمسميات) ترف حمل أسماء لا تليق بها، لأنها أكبر منها بكثير.. لو كان المسمى يحمل اسماً دونه لكان في الأمر نظر، لكن أن يحمل اسماً أكبر منه فهذا ما يثير الكثير من الألم والحسرة، وكم نحمل منها في هذه الأيام!

فمن الذي يحمل ألقاباً لا يحترم أصحابها، إلى من يحمل علماً لا يتشرف به، إلى أماكن تحمل أسماء أكبر منها، بل قد تؤدي إلى إيذاء تلك الأسماء، ولنا في دوائر ومستشفيات عدة أمثلة واضحة!

المضحك المبكي فعلاً، في الأيام الماضية، هو قصة ذلك (الفتى)، الذي شغل الدنيا والناس لأسابيع ماضية، بعد حادثة الجنادرية الشهيرة، فبدلاً من أن يفهم ذلك الصبي أنه أصبح نموذجاً ينظر إليه على أنه يحمل تراث دولة يمثلها في دولة أخرى، ليتصرف على هذا الأساس مع الإعلام والمتابعين والمعجبين، وبالطبع «المعجبات»، زادته الحوادث والشهرة المفاجئة إيغالاً في تصوير الشباب الـ«كوول» في الدولة.

أجزم تماماً بأنه لا يعلم أنه من الشاطئ الذي يلتقط فيه صوره، من ذلك الشاطئ تحديداً، وقبل عقود عدة، كان هناك رجال في مثل هذا الوقت يودعون أسرهم ويخرجون أشهراً عدة إلى غدر المجهول، لكي يؤمنوا لقمة عيش، وكم منهم انفجرت رئته أثناء غوصه، بحثاً عن رزق تستمر به الحياة لتصل إلى هذه الأجيال، لا أعلم هل كانوا سيكونون سعداء إذا رأوه «كنموذج» لما ستصل إليه الحال؟! هل من أجل هذا خرجوا في الهجير إلى البحر؟ هل لمثل هذا تركوا الدنيا وراءهم، وهم لا يعلمون هل سيعودون أحياء أم أنهم سيكونون وجبة القرش الأخيرة؟

ألم يجد الإعلام الخليجي «الحر» سوى لقب «عمر الإماراتي»، لكي يعرف به الشاب الظاهرة؟ هناك ألقاب كثيرة كان يمكن إطلاقها عليه: فتى الجنادرية مثلاً، الشاب الحليوة، وغيرهما!

هل تحول اسم «عمر» نموذجاً لـ(جمال الشباب)، مثل علامة باريس هيلتون أو منتجات إيف سان لوران؟!

❊❊❊

ثم شو سالفة «بركان الغلا»، هل هو اسم فني أم اسم عائلة حقيقي؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

تويتر