التغريد للوطن..
تختلف الساحات والوسائل في تنفيذ الحملات الموجهة، ولكل ساحة أسلوبها وطريقتها وأناسها أيضاً، ووسائل الإعلام تنوعت كذلك، ففي الوقت الذي لاتزال الصحافة والقنوات وسيلة شرسة للهجمات الخارجية، ظهرت ساحة «تويتر»، ووجد فيها البعض المكان الأمثل لشنّ الهجمات، فكلفتها أقلّ، ونشر الشائعات فيها أعلى، والبحث عن الصدقية غير مطلوب!
والرد على أي هجوم، أو حملة منظمة، يجب أن يكون بالوسيلة ذاتها، وهذا ما كان عند تعرض الدولة لحملات منظمة في ساحة «تويتر»، إذ بدأ شباب الإمارات الرد والصد في تلك الساحة، وهو أمر مطلوب، ولا يمكن منع أحد منه، فالغيرة الوطنية والحماسة للدفاع عن الوطن أمر شرعي، لا يمكن منع الشباب منه، والمجابهة بالوسيلة ذاتها طريقة أيضاً مطلوبة.
هناك مَنْ أثقل علينا الهجوم لأسباب معروفة، وتجرد من كل الأخلاقيات، وتجرأ بالشتم والتفوه بكلمات غير لائقة، ومع أننا كعرب ومسلمين وإماراتيين أيضاً ضد ذلك، وضد حتى الرد على الشتامين بأسلوبهم نفسه، بل نحن مع الترفع والتعقل، ومجابهة الحجة بالحجة، وليس بالكلمات الهابطة، إلا أننا جميعاً مع الدفاع عن الوطن بشتى السبل الراقية، والوطني هو الذي يدافع عن وطنه ليل نهار، بالفعل والجهد، والكلمة، والتغريد أيضاً.
التغريد دفاعاً عن الوطن عند تعرضه لهجمات منظمة من مجموعات معروفة، ولأسباب معروفة، هو فرض عين على كل قادر من المواطنين، مهما كان عمله أو وظيفته، فالوطن خط أحمر، لا نرضى المساس به ولو بكلمة، فكيف إن كانت الكلمات موجهة ضمن حملة شرسة، قائمة على التشويه، وتخريب السمعة بالكذب؟!
«مغردون للوطن».. هم مجموعة من شباب الإمارات، تخصصوا في صدّ وردّ كل كلمة مكذوبة عن الإمارات، وتالياً فهم يقومون بدورهم في حقل معين ومجال معين، هذا المجال هو ساحة «تويتر»، حيث تكثر الشائعات، ويكثر المتخفون بأسماء وهمية، ويكثر الساذجون والكاذبون والواهمون أيضاً، فكان لابد من مواجهتهم، بأسلوب مختلف، وهذه المجموعة تميزت بهذا الأسلوب، فهي تؤدي دوراً مهماً، كثيرون لا يستطيعون تأديته لأسباب كثيرة. نحن مع التغريد للوطن دائماً وأبداً، فالوطن يستحق منا كل ذلك، والوطن يحتاج إلى كل أبنائه، يحتاج إلى الطبيب والعسكري، ويحتاج إلى المهندس والموظف، ويحتاج إلى الكاتب، وكذلك إلى المغرد، كلٌّ في مجاله، وكل مواطن عليه واجبات ومسؤولية المواطنة قبل ميزاتها وحقوقه!
أنا مع التغريد للوطن، ومع كل شاب ورجل تولى هذه المسؤولية، وهناك شباب أبدعوا في ذلك، وأفتخر بكل كلماتهم وأسلوبهم الراقي في الرد، من دون شتيمة أو انحدار في الكلمات، بل على العكس من ذلك، فهم يترفعون عن الرد على كل من يسيء إليهم بشكل شخصي ويتجاهلونه، هذه الصفات هي التي يجب أن نزرعها في كل من يريد أن يدافع عن وطنه، وهي السمة البارزة لأهل الإمارات، هذه الدولة التي ارتقت وارتفعت بسبب رقي ورفعة قادتها وشعبها، ووصلت إلى مستويات من التميز، جعلتها شجرة مثمرة عالية، لا تطالها حجارة الحاسدين والمغرضين، ومع ذلك فالحاسدون لن يتوقفوا عن رميها، طالما هي مثمرة!
قد نختلف على الوسيلة، وقد نختلف على الكيفية والتوقيت في الدفاع عن الوطن، لكن لن نختلف يوماً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً في الدفاع عنه، ولن نختلف على أهمية دور كل فرد في هذا المجتمع وحجمه، ولن نختلف على أهمية ودور المغردين الوطنيين، الذين تقع عليهم مسؤولية ضخمة، فالتغريد ساحة جديدة نحتاج إلى جنود فيها، ولا يجب تركها لكل من يريد الإساءة إلينا.
twitter@samialreyami
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .