ملح وسكّر
«رجل المرحلة»
مباركة صاحب السموّ حاكم الشارقة للإدارة الشرجاوية وحفاوة استقباله لها برئاسة الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني، جاءت لتكون فأل خير للأمة الشرجاوية التي تنتظر بفارغ الصبر الأيام وتعدها كي ترى فريقها بحلة جديدة وصورة ناصعة البياض، حتى تخلع ثوب الماضي الأليم وترتدي ثوب السعادة والفرح الذي عاشته في فترة الزمن الجميل. فالشارقة يكاد يكون قد طوى الصفحة الماضية وبدأ العهد الجديد بقيادة الشيخ أحمد آل ثاني الذي عاد إلى موقعه بطموح وتحدٍ وتطلّع نحو مستقبل مشرق واضعاً نصب عينيه أن يعيد الملك تدريجياً مثل ما كان، فهو الرجل المناسب لهذه المرحلة، وقد أجمع الشرجاوية على أنه رجل المرحلة الذي بإمكانه أن يبني السفينة الشرجاوية من جديد، بعد أن أنهكتها موجات المشكلات والصراعات التي أوصلتها إلى شاطئ الظلام. نحن ندرك تماماً أن الشيخ أحمد ينتظره تحدٍ كبير وصعب في هذه المرة، راضياً ومقتنعاً به، كون معطيات المرحلة الراهنة اختلفت عن المرحلة السابقة لأسباب ودواعٍ عدة، إذ إن بإمكانه اجتياز هذه الفترة بشرط أن يتكاتف الجميع معه ويقفوا خلفه، فاليد الواحدة لا تستطيع التصفيق وحدها، ومن دون تعاون وتعاضد ستصعب مهمته وسيجد نفسه يغرد وحيداً. لكن ذلك لا ينتقص من قدراته وجهده الذي استهله بالتعاقد الموفق مع البرازيلي بوناميغو مدرباً للفريق، ثم تبعته قائمة التعاقدات الجديدة مع اللاعبين، والبقية قادمة، فقد أظهر وأبدى للجميع الجدية والالتزام، بل أكد أن المرحلة الحالية تحتاج إلى عمل وجهد كبير والأهم صبر من أهل الشارقة على فريقهم، الذي يحتاج، فعلياً، إلى سنوات لا تقل عن الثلاث، حتى يثبت قدميه ويعيد هيبته التي افتقدها. صحيح أنه وعد جماهير ومحبي الفريق بإعادة الملك إلى موقعه الطبيعي في الدوري، لكن ذلك لن يحصل في يوم أو شهر ولا حتى في موسم، فهو يحتاج إلى وقت من أجل تقوية أركان الفريق المهزوزة وإعادة التوازن إليه. فالعمل الإداري له أولويات عدة، أهمها إعادة اللحمة للبيت الشرجاوي، وهو ما سعى إليه ونجح فيه من خلال اختياراته للعناصر التي ستعمل معه والتي حظيت بتوافق كبير من الأقطاب الشرجاوية، فهي باعتقادي أولوية مهمة وستكون الأساس لنجاح الفريق بعد الانقسام والشرخ الذي ضرب جدار العلاقة بين النادي وجماهيره. أما الهم الأكبر الذي ينتظر رئيس النادي فهو بناء الفريق وإعادته للواجهة، فهي مرحلة اختبار وتحدٍ خاص له، مع يقيننا التام بقدرته على النجاح، «ابن الوز عوام»، كون والده عبدالله آل ثاني، ومن منا لا يعرف هذا الرجل والعصر الذهبي الذي عاشته الجماهير الشرجاوية إبان رئاسته النادي. لذا لا اختلاف حول شخص الشيخ أحمد آل ثاني لقيادة الملك، كونه يمتلك مواصفات ومؤهلات الرجل الذي تحتاجه المرحلة الراهنة، كما أن حبه وعشقه للملك قبل كل شيء، كفيل باستكمال سلسلة الظروف المثالية التي تهيأت للفريق، خصوصاً بعد الدعم المباشر والكبير الذي جاء من صاحب السمو حاكم الإمارة، فكل ذلك يدفع الإدارة الجديدة إلى أن تسعى جاهدة لعمل وتشكيل صورة جديدة ومغايرة للفريق في الموسم المقبل، في الوقت الذي لابد أن يتوحد صوت الجماهير وتكون غايتها المساندة لا الهدم، كون المشكلة التي عاناها الشارقة هي الغوغائية والفوضى التي أتت من البعض، فكانت سبباً في نسف جهود الإدارة والمدربين واللاعبين. نصيحتي للشيخ أحمد بأن لا يلتفت إلى الوراء، وأن يغلق تلك الصفحة بما فيها من محاسن ومساوئ، وأن يركز على روح الفريق الواحد بدراسة خياراته المتبقية من اللاعبين والتدقيق عليها، بحيث تكون مبنية على حاجة الفريق الفعلية دون مغالاة أو مكابرة بالأسماء، ثم الصبر على المدرب وإعطائه الفرصة، لكن الأهم من هذا أن يكسب جماهيره ويجذبها إلى صفه ويكون صديقاً لها، فنجاحه مرهون بامتلاء مدرجات الملك وإعادة الجماهير إليها.
-- خلاصة الكلام: من صدق النية وأخلص العمل حالفه التوفيق والنجاح، وهذا عهد الشرجاوية برئيسهم الجديد!
twitter: @yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .