مزاح.. ورماح

القسمة واليانصيب

أحمد حسن الزعبي

لن أبقى مكتوف اليدين، أتفرّج وأتنهّد هكذا، كما لن أبقى مستسلماً بكل جوارحي للمثل القائل: «يعطي اللحمة للي بلا أسنان».. فالوضع الاقتصادي لم يعد كما كان على الإطلاق...لذا سأقوم بتركيب «طقم أسنان» للذي يملك اللحمة علّنا نتقاسمها مناصفة بيننا وبينه بدلاً من النظر إليه وإرسال إشعاعات الحسد الكثيفة..

باختصار لكي تعرفوا عن ماذا أتحدّث، فأنا أقصد تلك العجوز الأميركية التي تدعى غلوريا ماكينزي (‬84 عاماً)، التي قد فازت بمبلغ ‬590 مليون دولار في اليانصيب الأميركي الشهر الماضي فقط، إذ يعتبر هذا المبلغ أكبر مبلغ يفوز به شخص واحد في التاريخ، على ذمة منظمي اليانصيب «باوربول»... ولأن أميركا بلد الغرائب والضرائب والحظ الصائب فقد خصموا تقريباً ‬229 مليوناً ضريبة للخزينة، وبقي للسيدة الرائعة الجميلة الحبّابة مهوى فؤادي ونظر عيني «غلوريا» بحدود ‬370 مليون دولار فقط.. «نعمة كريم»!

بغض النظر عن قيمة الجائزة، بصراحة من زمان وأنا نفسي أرتبط بسيدة أكبر مني سنّاً، بشرط أن تكون أميركية، راكزة، وذات خبرة في الحياة، وحنونة، واسمها يبدأ بحرف «غ»، على أن يكون عمرها «‬84 سنة» بالضبط لا زيادة ولا نقصان... سيدة «غلوريا» من دون لف ودوران أقصدك أنت.. نعم «أنا قصدي شريف وصادقة نيتي»... على رأي حبيبنا كاظم الساهر.. اسمحي لي ان أتقدّم بطلب يدك من «رحمة الوالد» أو أي حدا عايش من أهلك - مش مهم- على سنة الله ورسوله.. وإذا رغبت في جاهة عشائرية أستطيع أن نخرج بجاهة أولها في الشرق الأوسط وآخرها في مضاربكم بــ«فلوريدا»... فأنا شاب عربي طموح، أكره العنصرية، والمصلحة المادية، أقدّس الحياة الزوجية، أعشق مواليد ‬1929 فما دون.. نشيط، أحب عمل الخير، متفّهم، طويل بال، أحب التعامل مع كبار السن، أصلاً «ما لك عليّ يمين» لا أطيق التعامل مع بنات اليوم على الإطلاق... وأقصد ببنات اليوم مواليد ‬1940 وطالع... كما يعرف عني استقامتي - اسألي مختار قريتنا- كما يعرف عني محافظتي، وإخلاصي لمن أحب، وكرهي للمال، خصوصاً المتأتي من اليانصيب الخيري يااااه كـم أكرهه ولا أطيق لمسه بيدي حتى، كما ان سجلي الشخصي خال من أي جرائم احتيال أو نصب أو تشاجر... بالمناسبة عزيزتي «غلوريا» يعرف عنّي أنني رجل«دوز دغري»، يعني مش «نسونجي»، ولا أحب السهر خارج البيت، أكثر ما أحب في المرأة «فارسة أحلامي».. المشي البطيء، والظهر المقوّس، والشيب الأبيض، واللدغ في السين، من صفاتي: مستمع جيّد لقصص زمان، حريص على إعطاء جرعات الدواء في مواعيدها لشريكة حياتي «ان صار نصيب»، سريع في صعود الدرج، رشيق في «تبديل جرار الغاز»، قوي في حمل «الأمتعة والووكر معاً»، محترف في تنظيف «أطقم الأسنان»، هوايتي تبديل بطاريات سماعات الأذن.. وتركيب «لزقات» الظهر... اقدّم لك مهراً «‬4» كتب ساخرة، وخاتم فضة جاءني مؤخراً من العمرة، هذا كل ما أملك.. وإذا «زبطت القسمة» سأهديك كتاباً خامساً في حال صدوره أكتب عليه هكذا.. إهداء إلى الغالية وأم عيالي «غلوريا ماكينزي».. ماذا قلت؟!

العزيزة «ام الغوغ».. أرجو أن تردّي لي الجواب بسرعة لترتيب إجراءات «العرس» قبل رمضان.. فلا وقت لدي للتفكير أو «الدلع».. العمر بيجري.. «بييجري كثير كثير أم الغوغ».. وبدناش ربنا «ياخذ» أمانته وإحنا بعدنا بنستنا!!

«أم الغوغ».. بستنى جوابك على إيميلي.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر