XXXL
من عجائب الإنسان العربي أنه يمضي أكثر من ثلث الساعة وهو يلف بسيارته بين المواقف ليجد مكاناً قريباً على مدخل البناية، وكلما لمح شخصاً يمشي بين السيارات الواقفة أو يحمل مفاتيح بيديه، يبقى يتسلل خلفه بسيارته، ليقنص مكانه في حال كان الشخص المطارد ينوي الخروج من الموقف، كما لا يملّ من الانتظار أمام المصعد دقائق طويلة، فقط ليطلع إلى شقته في الطابق الأول مع أن الصعود مشياً على درج البناية أسرع وأقصر زمناً، وما سبق ينطبق أيضاً عندما يقرر الأخ الذهاب لقضاء وقت فراغه في أحد المراكز التجارية، يأخذ جولة طويلة في مواقف «المول» السفلية حتى يصل إلى مدخل قريب يكون فيه درج كهربائي أو مصعد سريع يلقمّه مباشرة لكنبة «الكوفي شوب»، ولأن مطاعم الوجبات السريعة حفظت نفسية العربي عن ظهر قلب، فقد قدمت له خدمة الطلبات من السيارة، تحاسب وأنت في مكانك، وتستلم الطلبية من الشباك نفسه، وتستطيع أن تأكل و«تغتسل» وأنت في مكانك أيضاً.
حتى صلاة الجمعة المقامة في مسجد يبعد عمارتين عن بيته يفضل الذهاب إليه بالسيارة، محتسباً الأجر على «العداد» لا على الخطوات! صاحبنا العربي لا يترك وسيلة كسل إلا يمتطيها ويستغلها أبشع استغلال، بحيث تمر أسابيع طوال وهو لم يفرّح جسمه بحرق سعر حراري واحد «عليه القيمة»، لكن الغريب ما إن تبدأ مباراة بين برشلونة وريال حتى يصبح رياضياً مرّاً. صحيح أنه يكرع لتراً ونصف لتر من الكولا وكيساً طوله نصف متر من «البوب كورن» أو المكسرات أثناء المباراة، لكنه يصرّ على وضع خطة لعب، وينتقد لياقة بيكيه، ويعيب بطء حركة سيدو كيتا، ويتأفف من تسرّع ميسي، ويطالب بتبديل دايفيد فيتا، ولا يكف عن نقد المدرب يتيو فيلانوفا، ويشرح لأصدقائه كيف كان على أندرو أن يمررها بالطريقة الصح، ويقوم بتمثيل الحركة وهو جالس في مكانه على الكنبة المقعّرة، وبمجرّد أن تنتهي المباراة لا يستطيع أن يرفع نفسه إلا بمساعدة صديق أو «ونش»!
برأيي من يرد أن يكون متابعاً رياضياً، فالأولى ألا يرتدي قميص برشلونة مقاس XXXL.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.