كل يوم
مصري يرد على العريان..
لم أكن أنوي الكتابة أو الرد على تصريحات عصام العريان المسيئة لدولة الإمارات، من باب أن دولة الإمارات أرقى وأكبر منه ومن تصريحاته، خصوصاً أن إساءاته ليست الأولى من نوعها، وهي تتصف بالبعد عن المنطق، وتصل إلى درجة التفاهة.
لكني لم أستطع تجاهل طلب الأخ حمادة علي، المتحدث الإعلامي الرسمي لمجلس الأعمال المصري في دبي، الذي تأثر جداً بهذه التصريحات، وطلب مني السماح بنشر رده هو على العريان، في هذا المكان وهذه الزاوية، فتركت المجال له، يقول حمادة:
«تابعت التصريحات التي صدرت من قبل نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عصام العريان، في حق دولة الإمارات العربية المتحدة، وآلمني هذا التدخل السافر في شأن من شؤون الدولة الداخلية، ولقد كنا ننتظر ممن يدّعون الإسلام أن ينشدوا العدل، سواء كان لهم أو عليهم، لكنهم دائماً يلبسون الباطل لباس الحق، وحقاً (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
لقد تعود هذا الرجل وعشيرته الهجوم على كل من يخالفهم حتى في الرأي، ويحاولون هدمه والسيطرة عليه، وكذلك تعود (الإخوان) التنصل من المسؤولية بحجة أنه لا يمثل إلا نفسه!
فوالله ما هكذا تعلمنا في مصر، فلقد تعلمنا الوفاء والأدب حين نكون ضيوفاً على أي دولة في العالم، فما بالنا ونحن في وطن لا نشعر فيه بغربة ولا تفرقة، وطن الكل فيه سواء، ولا يعلم ما الإمارات وما شعب الإمارات إلا من عرفهم وخالطهم، وإن الكلمات تبقى في النهاية مجرد كلمات غير كافية للتعبير.
ثم قل لي بربك يا عريان، كيف تتمنى أن يصبح الشعب الإماراتي عبداً للفرس، وبالأمس كنتم تحشدون لنصرة سورية، معنى ذلك أنكم ستحاربون إيران في سورية، ثم تنصرونهم بعد ذلك في الإمارات، ما أتعس هذا التفكير! ولكني أتفهم موقفك تماماً، فمثلك قد نشأ على السمع والطاعة في الصواب والخطأ، وكذلك العبد، فماذا نتوقع منك؟
هل يكفيك يا عدو نفسه أن من يتولى الرد عليك هم مصريون أمثالك؟ طبعاً مع الفارق، وهل تعلم أنه لم يتبقَّ للعرب أي فخر غير الإمارات، وما هي عليه الآن من تقدم وازدهار وشموخ، يشهد بذلك العدو قبل الصديق، لقد كنا ننتظر المدح لا الذم، والشكران لا النكران!
لقد نسي (الإخوان) أن الإمارات التي يهاجمونها هي من فتحت لهم أبوابها في الماضي القريب، كي يعيشوا بأمان ورغد، بعيداً عما كان ينتظرهم في مصر من سجن وتعذيب واعتقال، وجاء رد الجميل، وإن لم يكن مستغرباً فأرادوا العبث بأمن الإمارات ومقدراتها، ومحاولة قلب نظام الحكم، وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
عذراً يا شعب الإمارات العظيم، فأنت أدرى الناس بمصر وشعبها، فمصر الحضارة تعشقك، ومصر الأزهر تحضنك، ومصر الشعب أنت منها في القلب، وعذراً لأصدقائي الذين أحبهم وأقدرهم، وعذراً أيها العريان، فإنك لا تمثل شعب مصر».
twitter@samialreyami
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .