«ليسن» أخلاق

في هذا الشهر الفضيل وتحت قيظ الصيف على مدار ما يقارب صيام الـ‬15 ساعة، لم تعد قيادة السيارة مجرّد وسيلة للتنقّل محفوفة بالمخاطر الممزوجة بمتعة السائق خلف المقود، بل أصبحت مقترنة بمخاطر من نوع آخر! تهدّد قبول «صيامنا» وتحفز هرمون «النرفزة» كلما انطلقنا إلى وجهة ما بين خطوط الإسفلت، وهنا تبدأ المأساة، حيث تكتظ الشوارع «ببعض» المركبات المرتبكة في صيامها! فتجدها تقطع عليك طريقك بلا مبالاة وبكل استهتار بحياتها وحياة الغير، معتقدة أنها «مرفوعٌ عنها القلم» في هذه الفترة المباركة، ولذلك على الجميع تقدير حالتها النفسية والجسدية، متناسية أنها ليست الصائمة الوحيدة أبداً، بل قد تعتبرك عقبة ثقيلة تعيق انجرافها كالسيف الذي يخترق «حبل تركيزك» في القيادة حتى إنك تكاد تلمحها وهي تعبر أمامك فجأة كالصاروخ الذي نقل قفزة «فيلكس» إلى الأرض، وكأنك في مدينة ملاهٍ كبيرة تلعب «سيارات التصادم» وأحياناً «الشاحوف»! أو كأنك تمثل دوراً في أحد سلسلة أفلام «فاست آند فيوريس» رغماً عنك، حيث تمر باختبار نفسي مرير يقيس مدى صلابتك ضد «حرقة الدم» وقدرتك على تحمل «عصبية» البعض وضيق صدرهم لإثبات قوة إيمانك في تحقيق جميع أركان الصيام من دون «خدوش» على صيامك أو سيارتك!

وهكذا أصبحت القيادة عند بعض السائقين أشبه بـ«الحرب النفسية» المقصودة أو غير المقصودة، كلٌ بحسب «ليسن أخلاقه»، وهذا طبعاً على حساب سلامتك و«سلامة نيتك» في اختتام يومك الصالح بهدوء حتى الوصول إلى مائدة الإفطار بسلام! وذلك دون التعرض للدخول الاضطراري إلى مضمار سباقات «الرالي» التي تنطلق فيها صافرة السباق قبيل أذان المغرب تقريباً! هذا بغض النظر عن نشأة بعض الجماعات المتحالفة التي يتم الاتفاق في ما بين أفراد «العصابة» على حجز «المواقف» بالتناوب تاركين لك كلمة «حلم» معلقة وراءهم!

إننا جميعاً نمر عن رضا وطيب وتسليم وسعادة بمشقات الصيام، لكن لماذا يجب أن نعاني أيضاً تضييق الخناق على عنق صعوباته وزيادة الإرهاق وعبء الحياة على كاهلنا وضياع الوقت والجهد وأهمها «ضياع الأجر»، إذن كيف نتفادى هؤلاء؟ وأين نذهب بسياراتنا بعيداً عنهم؟ هل نطير بها مثلاً؟

فما رأيكم يا أقرباء «شوماخر»؟ هل قررتم أن «ترحمونا» أم «اللهم إني صائم»؟!

eman.alhashimi@hotmail.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها.

الأكثر مشاركة