5 دقائق

تـفســـير الأحلام أم تـسفـــير الأحلام

إيمان الهاشمي

حلمتُ و«اللهم اجعله خيراً» أننا كنا مع اللاأحد، وسط اللامكان، عند نحو اللازمان، نتحاور عن اللامعقول بخصوص اللاشيء! ومن هنا استوحيت كتابة هذا «اللامقال» حيث لاحظت أن بعض الأحلام اللامعدودة تعيش في عالم اللاوجود، على الرغم من محاولاتنا اللامحدودة لإحياء الضمير اللاحي داخل اللاإنسانية عند الأشرارالذين يحاربون الخير ويحبطون أحلامنا الوردية كي تتلون باللاألوان وتتزيّن «باللاأحلام»!

إن «معركة الخير والشر» متأصلة منذ نشأة الإنسان، بل إن جميع القصص والحكايات منذ نعومة أظافرنا تدور حول محورها بشكل أو بآخر، لنترعرع مع نزعة الطيب في داخلنا بغض النظر عمّن ينتصر في نهاية الأمر! وبما أن «ابن آدم» خُلق لا يستسلم بسهولة كي يناضل للبقاء واستمرار الحياة، إلا أن «الحياة لا تستمر» من دون أحلام أبداً! إذ إنها حين تتحقق ويرفع الفشل الراية البيضاء تزيد من نظرة التفاؤل والرغبة في إنتاج المزيد منها مهما كانت مستحيلة! فالجميل أن الأحلام لا حدود لها، بل كلما كانت صعبة اشتدت العزيمة وزاد الحماس، ليبقى العائق الوحيد على عاتق «الكوابيس» الحية على أرض الواقع المتمثلة بالمخرِّبين الذين يقفون لنا بالمرصاد «هكذا بلا سبب واضح أحياناً»! ربما لممارسة هواية «نشر الفساد» أم لمجرد الشغف الشديد بلعبة «محاربة المواهب» أو التبرّج الفاضح «للقبح الداخلي» في وجه كل ما هو جميل، وكأنها «مساحيق تجميل» تسحق الجمال ذاته!

وهكذا نجد «انحراف» الأحلام أو إصابتها بأمراض خطيرة تهدد سلامة صحتها النفسية والجسدية مثل « فيروس الإحباط» أو «بكتيريا قصور النظر» أو «فطريات تآكل الخيال» أو انتقال «عدوى الصمت» عبر طفيليات الخجل وعدم الثقة الكافية بالحلم، إلى أن تتلاشى أجزاء عناصره شيئاً فشيئاً وتتفكك تركيباته الكيميائية لتصل إلى حدود مخيفة  يمكن أن تفتك بالإنسان نفسه، حيث يقف بين «الحقيقة المؤلمة والخيال الجميل» دون التقدم خطوة واحدة نحو نقله إلى الواقع، بل الأدهى إن قام بترحيل أو «تسفير» أحلامه بعيداً عن محل إقامتها! ليعلن الهجرة الأبدية واستفادة البعيد قبل القريب من ثروات «تفسيرها» حفاظاً على حياته وحياتها من الإنقراض!

ولذلك أعتقد أنه  يجب علينا سن قوانين رادعة، تنطلي تحت مهام إدارة «جرائم الأحلام» في «وزارة الخير» حيث تعمل على تشديد الحراسة والحماية وإلقاء القبض على كل من تسول له نفسه بخطف أحلامنا أو سرقتها أو تهريبها أوابتزازها أو الشروع في قتلها، ومن ثم معاقبته بعد «محاكمة وردية» بالسجن في «زنزانة الكابوس الانفرادي» مع «الأحلام الشاقة المؤبدة»!

فهل من «تفسير» آخر لـ «تسفير» الأحلام؟

eman.alhashimi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر