مهدي لا يجيد المماطلة
اعتراف مدرب المنتخب الوطني الكابتن مهدي علي بأنه أخطأ في التبديلات بمباراة المنتخب مع ترينيداد، قبل أن يعود الأبيض ويصحح الوضع، ويحرز لقب دورة السعودية الودية على حساب نيوزيلاندا، يؤكد شجاعة المهندس على تحمل المسؤولية أمام الشارع الرياضي، وهذه الشجاعة التي تؤثر إيجابيا في اللاعبين، الذين سيفخرون بأن مدربهم شجاع ولا يخاف أو يلقي باللوم على اللاعبين، بينما نجد المماطلة وطرح الأعذار من بعض المدربين، الذين يسبقون المهندس في الخبرة، أمثال فوساتي مدرب العين، وكوزمين مدرب الاهلي، وميا مدرب الجزيرة.
تحدثنا عن شجاعة المهندس، لكننا سنتحدث عن مدربي الاندية الثلاثة، التي تجدها نفسها دائما مرشحة للفوز بالبطولات، وأتحدث عنها تحديدا، لأن ما توفره إدارات هذه الاندية من دعم للمدربين، من مقابل مادي للمدرب كبير جدا، وما تقدمه هذه الادارات من تعاقدات مع لاعبين مميزين لأنديتها، ولدعم عمل المدربين يفوق الخيال لكن عندما نجد أن فوساتي لا يحترم شخصية الزعيم فهذا عبث، كأنه أكبر من اسم الزعيم الذي لايزال أحد الاسماء في آسيا، فهل يحق لفوساتي أن يتخذ قرارا بعدم مشاركة اللاعبين الذين شاركوا في مباراة السوبر، كأنهم في نهاية الموسم الرياضي، ويعانون الارهاق، على المدرب فوساتي أن يستمع لأغنية أم كلثوم «انت فين والعين فين».
أما المدرب كوزمين، فيتحدث عن قلقه من عدم وجود بدلاء بمستوى الأساسيين، والتناقض أن السيد كوزمين يؤكد ثقته الكبيرة باللاعبين الشباب في المؤتمر نفسه، قبل مباراة الأهلي والإمارات، ضمن بطولة كأس المحترفين، ورغم تصريحه فلا أجد أن كوزمين يماطل إعلاميا، أو أنه لا يعلم ان لديه اسماء كبيرة غير اللاعبين الدوليين، والكل يعلم صفقات إدارة الاهلي الكبيرة، في استقطاب نجوم كرة القدم، من مواطنين أو أجانب لاكتساح البطولات، والاحتمال الاكبر أن كوزمين يحاول تخدير نادي الامارات، حتى لا تحدث المفاجأة التي لا يتمناها أي أهلاوي، لكن ما حصل كان التعادل المخيب للفرسان.
أما مدرب الجزيرة لويس ميا، الذي وعد بأن يجعل الجزيرة يلعب بالطريقة الاسبانية ــ وإن كانت كرة القدم بالوعود والكلام، فعلى الدنيا السلام ــ فلايزال عشاق العنكبوت يتمنون عودة أيام طيب الذكر المدرب براغا، الذي أتوقع ان نشاهده قريبا في دورينا.
مجالس الإدارات هي المسؤولة عن المحافظة على هوية الفريق وشخصيته، بناء على الأهداف الموضوعة من الإدارات العليا للاندية، وعليها ألا تسمح بالمساس والتلاعب والعبث بكيان هذه المؤسسات الرياضية وبطموحات جماهير الاندية، وبعضهم للاسف يخذلون الادارات التي وثقت بهم، وقد تشارك بعض الإدارات المدربين في أفكارهم، وذلك لأنهم يفتقرون إلى استراتيجية واضحة، لأن المدرب موظف، وليس له الحق في تحديد أهداف الفريق، لكنه يقدم طلباته لتحقيق أهداف وتطلعات الادارة وجماهير النادي، لكن يبدو أن على الاندية أن تتغير في كل شيء، كلما غيرت مدرباً!
الاستراتيجية الواضحة لكل مؤسسة، هي التي تحدد مهام وأدوار الجميع، سواء كان مدربا، أو لاعبا، أو إداريا، وحتى الادارات التنفيذية، وللاسف هناك امثلة على أن اداراتنا تسلم الخيط والمخيط للمدربين.
أفضل إعداد للبطولات وكشف السلبيات (قبل ما يطيح الفأس في الراس)، هو التعامل مع كأس المحترفين باحترام.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .