#BBM

عَجوزٌ تُرجَّى أن تكون فَتِيَّةً

وَقَّدْ نَحَلَ الجَنْبَانِ وَاحْدَوْدَبَ الظَّهرُ

تَزَوّجْتُها قَبْلَ الهِلالِ بليْلَةٍ

فَكَانَ مُحَاقاً كُلُّهُ ذلك الشَّهْرُ

تَرُوحُ إلى العَطَّارِ تَبْغِي شَبَابَها

وَهَلْ يُصْلِحُ العَطَّارُ ما أفْسَدَ الدَّهْرُ؟

لعل الأبيات سالفة الذكر من أشهر ما كُتب في التراث العربي «طنازةً» و«تقطيعاً»، لكنها بالطبع لم تعد قابلة للاستخدام في الألفية الجديدة، فالأصل الآن في الشباب والشابات هو أن يكون الظهر «محدودباً»، ولم يعد هذا «الاحدوداب» مقصوراً على العجائز، والبركة بالطبع تعود إلى نمط الحياة الجديد، وتحديداً إلى برامج التراسل الفوري، ومنها حديث الساعة وهو الـ«BBM».

لم أرَ ترقباً اجتماعياً منذ عام 1989، عندما تأهل الطلياني ورفاقه إلى كأس العالم، وكانت هناك قرعة لمعرفة المجموعة التي سيلعب فيها المنتخب، مثل الترقب الذي شهده المجتمع يوم السبت الماضي، بانتظار نزول الـ«BBM» لأنظمة التشغيل لغير نظامه الأصلي، الجميع يترقب ويسأل: نزل، ما نزل؟ جربته؟ حمّلت الأصلي؟ هل صحيح أنهم بعد شهر «بيجرجونك»؟

بالطبع علينا أن نعذر مجتمعاً أخباره من الـ«BBM»، وتهانيه على الـ«BBM»، وحراكه المجتمعي على الـ«BBM»، وفتاواه مستمدة من الـ«BBM»، ولقاءاته العائلية تتم على الـ«BBM»، لن أستغرب لو قامت إحدى المدارس «الوابويي» بافتتاح صفوفها على الـ«BBM»، ويكون تأكيد الحضور فيها عن طريق الـ«بينغ»!

«الآن.. وهنا»، كما يقول عبدالرحمن منيف، رحمه الله، الذي لم يلحق على «الكاتل دي بي»، يوجد لدينا إحدى أقوى شركات الاتصالات في العالم استحواذاً وإدارة وعمليات إقليمية، الآن وهنا يوجد لدينا أفضل وأكبر توجه حكومي للإنتاج ولدعم الصناعات وتطويع التقنية، الآن وهنا يوجد لدينا قرارات حكومية على أعلى مستوى للتحول إلى حكومات ذكية، وإنهاء معاملات الجمهور عبر الهواتف الذكية، فهل كل هذه المعطيات تمنع أن يكون هناك منتج وطني أو خليجي أو عربي بديل عن توجه كل هذه الملايين إلى أقصى جنوب شرق الكرة الأرضية لمعرفة قرار شركة آيلة للسقوط في توزيع الـ«BBM» كمنحة أو كقرض يسدد على أشهر عدة!

إن لم نصنع خياراتنا اليوم ونحن في حال القوة، فمتى سنصنعها؟!          

* * *

يقال إن «الناقة ما تشوف حدبتها».. ربما لم ندرك بعد أننا نحتاج إلى العطار؟!

 
Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة