مزاح.. ورماح
«أبو الغاز!»
لكل منا طقوسه الخاصة عند تعبئة سيارته بالوقود، فهناك الذي «لا يصدق» بأنه توقف لكي يقوم بإكمال إدمانه على الهاتف المحمول، وهناك من يذهب لتلبية نداء الطبيعة، وهناك من يخرج لكي «يعمر» رأسه، وهناك من يستغل هذا الوقت بشيء من النميمة، وهناك من يحاول أن يجرب شيئاً جديداً في كل مرة! لذا فأنا أحاول في كل مرة أقوم فيها بتعبئة الوقود أن أرى أقصى طول يمكن لكيبلات «أدنوك» الوصول إليه، فأقف دائماً في الجانب المخالف لوجود فتحة التعبئة، وأضيف سنتيمترات عدة إلى المسافة كل مرة، وأستمتع برؤية العامل المسكين وهو يسحب الـ«بايب» كما يسحب الأعراب رواحلهم، بانتظار اليوم الذي يطلب مني أحدهم التقدم مسافة إضافية، وهكذا أكون قد سجلت سبقاً صحافياً آخر لن يقرأه أحد بأن أقصى مسافة بين فتحة الوقود ومنصته في محطات أدنوك يجب أن تكون ثلاثة أمتار وسبعة عشر سنتيمتراً، ومن يدري ربما يطلق أحدهم اسمي على هذه المسافة بعد وفاتي!
بالأمس «سنترت» الموقف في إحدى المحطات غير المزدحمة، وانتظرت الساقي، الذي جاءني بثقة لم أعهدها في بقية السقاة الذين يحرصون على إرضائك، لأسباب لا تخفى، طلب مني أن «أفارج» على وجه السرعة، لأن المحطة مخصصة لتعبئة «الغاز» فقط، وهي لا تقوم بتعبئة الوقود السائل. نحن نرى منذ فترة الإعلانات على بعض السيارات التي تقول إنها تعمل على الغاز الطبيعي، لكنني كنت أعتقد بأن هناك «دبة» في «الدبة» مثل تلك التي كنا نراها لدى سائقي سيارات الأجرة في مصر وسورية، الله يذكرهما بالخير!
ببحث بسيط عن الموضوع اتضح أن هناك قطاعاً كاملاً لدى مؤسسات الطاقة يشجع الناس على هذا التوجه، ولكن يبدو أن هناك تقصيراً تسويقياً في إيصاله لنا كمستخدمين، وهناك أسئلة عدة: ما الفائدة من هذا التغيير؟ هل تتوافر سيارات غاز من الوكالات؟ كم تكلفة التغيير؟ وهل يستطيع أي «بنجرجي» في الصناعية أن يغير السيارة أم أن هناك جهات معينة؟ وهل سيوافق المرور أم سـ(...) علينا؟
والسؤال الأهم بالنسبة للكثيرين: يقال إن «قومة» الموتر تتأثر كثيراً في حال التحول إلى استخدام الغاز الطبيعي، فهل هذا صحيح؟!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .