ماذا لو خسرت دبي «إكسبو»؟!
دبي المدينة الأكثر جدارة للفوز باستضافة المعرض العالمي «إكسبو 2020»، لسنا وحدنا من يقول ذلك، بل جميع المعنيين والمختصين، وأعضاء المكتب التنظيمي للمعرض، وجميع توقعات وترشيحات الصحف العالمية الكبرى، وحتى المنطق، فلا يمكن أن يكون غياب الأمان في البرازيل، وبرد روسيا القارص، والمسافات الطويلة جداً، منافسة لمؤهلات وإمكانات وموقع دبي المتميز وسط العالم!
ومع ذلك هناك احتمالان لا ثالث لهما، نفوز أو لا نفوز باستضافة المعرض، كلاهما أمر وارد حدوثه، فهناك أسباب أخرى غير المؤهلات والإمكانات والتفوق قد تطرأ في ساحة التصويت، تجعل الأصوات تذهب إلى مدينة أخرى، منها مثلاً أسباب سياسية، أو حتى «لعب من تحت الطاولة»، وهذا أمر متوقع حدوثه في مثل هذا النوع السري جداً من التصويت، والذي يجعل الالتزام بالوعود، أو التقيد بالالتزامات، وتغليب المعايير الحقيقية، أموراً يمكن التلاعب بها من دون أي حرج!
لذلك من الممكن ألا تفوز دبي باستضافة إكسبو 2020، وهذا أمر طبيعي جداً، لكن السؤال المهم: ماذا ستخسر دبي لو حدث ذلك؟ وقبل أن نجيب عن هذا السؤال لابد من طرح سؤال آخر هو: وهل مستقبل دبي ومشروعاتها التنموية وخططها الطموحة متوقفة على استضافة «إكسبو»، إن فزنا سنبني وننجز مشروعات تنموية، وإن خسرنا سنتوقف؟!
بالتأكيد من يعش على أرض الإمارات، ويعرف تماماً استراتيجيات وتفكير وخطط العمل في هذا المكان المتطور جداً من العالم، سيدرك أن مسيرة التنمية والتطوير والنمو ليست مرتبطة أبداً بمعرض إكسبو، هي استراتيجيات تسير عليها دبي منذ سنوات طويلة، وستستمر فيها من دون شك، فالمعرض ما هو إلا فرصة إضافية ليرى العالم إمكانات دبي في التنظيم، وقدرتها الهائلة على الاستضافة والتميز، إن حدث وفازت دبي فالمعرض هو الرابح الأكبر، وإن لم تفز دبي فالمعرض هو الخاسر، وليذهبوا أينما شاؤوا، فلن يجدوا أفضل ولا أجدر من هذه المدينة، في حين أن مسيرة التنمية والتميز والنمو ستستمر من دون أن تتأثر بنتائج التصويت، لأنها ببساطة ليست مرهونة بأصوات الآخرين، بقدر ما هي استراتيجيات وفكر منظم ورؤية واضحة وشاملة.
هناك مؤشرات اقتصادية، وأرقام نمو، وسوق رائجة، وطلب حقيقي، ومعايير تعتمد عليها إمارة دبي في استراتيجيتها التنموية، وهذه الأرقام ليست مرتبطة بإمكانية استضافة المدينة للمعرض من عدمها، صحيح أنها في حالة الفوز سترتفع أكثر بنسبة معينة، لكنها في الأساس موجودة وستظل هناك حاجة إلى مشروعات بنيوية وتطويرية وسياحية مرتبطة بقوة الجذب التي تمتلكها المدينة، فدبي على سبيل المثال تحتاج الآن إلى ضعف الغرف الفندقية الموجودة حالياً لتغطية الإقبال السياحي الكثيف، وهذا الأمر لا علاقة له بإكسبو!
ومطار دبي الآن هو أكبر مطارات العالم في حركة المسافرين، وذلك قبل أن يصل موعد التصويت إلى المدينة الفائزة في تنظيم المعرض، كما أن مطار آل مكتوم بدأ حركته للشحن والمسافرين، وقطاع العقارات يستعيد عافيته وهو في طريق الانتعاش مرة أخرى، كل ذلك يتم الآن، وسيستمر المؤشر الاقتصادي في النمو، والقطاعات المختلفة في الانتعاش، لأن دبي كمدينة أهلت نفسها وفقاً لخططها التنموية منذ سنوات عدة للوصول إلى هذا المستوى، وقتها لم تكن استضافة إكسبو مطروحة للنقاش أصلاً!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .